هل من حق مضطرب الهوية الجنسية الترشح لانتخابات مجلس الامة؟
سؤال مشروع من أصحاب هذه الفئة، والإجابة عليه أيضاً مشروعة، على اعتبار أنهم بشر لهم مطالب وحقوق، وان ما هم فيه لم يكن بأيديهم .
وللتبحر أكثر في هذا الموضوع، ولمعرفة الكثير بهذا الشأن أجرت «أوان» حواراً ساخناً مع عدد من مضطربي الهوية الجنسية الذين أكدوا أن مسألة ترشيحهم لانتخابات مجلس الامة صعبة، «بسبب أصحاب القلوب السوداء الذين سيحاربوننا لكي لا نصل الى البرلمان خصوصا انهم ينظرون الينا نظرة دونية، ولو كان الأمر بأيديهم لحرقونا».
واضافوا: «نمثل فئةً قليلةً، وليس بأيدينا ان نكون هكذا، وهذا الاختلاف جعلنا مجرمين من خلال تشريع قانون زجّ بالكثيرين منا في السجون».
وقالوا: «إذا وصل أحدنا الى البرلمان سنقترح تشريع قانون يجعل مضطرب الهوية الجنسية محصنا بناء على التقارير الطبية التي تثبت الحالة النفسية للشخص المضطرب الذي لا يختلف عليه اي طبيب نفسي، وذلك بشهادة اطباء واختصاصيين معروفين من داخل الكويت وخارجها، بأن هذا المرض ليس له علاج سوى التحول الجنسي الكامل.
وطالبوا المجلس المقبل بالنظر الى قضيتهم على أنها انسانية وان يعطوهم الحرية لممارسة حياتهم بشكل طبيعي وعدم مضايقتهم، لافتين إلى انهم طلبوا من المرشحين الحاليين طرح موضوعهم ضمن برامجهم الانتخابية.
وعن القانون الجديد الذي صدر بشأنهم ويقضي بأن كل من تشبّه في مظهره بالجنس الآخر يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف دينار.
وكشفوا عن أنهم عند الإمساك بهم من قِبل الشرطة يتعرضون للسب والضرب والتعذيب الجسدي «كأننا عصبة مجرمين أو إرهابيين، وجريمتنا الوحيدة أننا وُجدنا في الدنيا هكذا».. وتفاصيل اكثر في الحوار التالي:
{ هل تخططون لترشيح احدكم في انتخابات مجلس الامة؟
- الترشح لمجلس الامة حق دستوري لكل مواطن يعيش على أرض الكويت، ولكن مسألة ترشيح احد منا لكي يمثلنا في مجلس الامة صعبة، لان الكثير من اصحاب القلوب السوداء سيحاربوننا لكي لا نصل الى قبة البرلمان لانهم ينظرون الينا نظرة دونية ولا يرغبون بوجودنا في الكويت ولو كان الامر بأيديهم لحرقونا.
شاء القدر
{ لماذا انتم مرفوضون في المجتمع؟
- نحن مجموعة مواطنين وشاء القدر أن نكون مختلفين، وهذا الاختلاف جعلنا كأننا مجرمون، ولكننا لسنا من صنع أيدينا ولكن من صنع خالقنا، ومشكلتنا اننا متحولون جنسيا، وهذا الاسم قد يشمئز منه البعض ولكن ليس لدينا اسم آخر لكي نستخدمه.
والقانون تسبب في زجّ الكثير من المتحولين في السجون، وأضاع مستقبل الكثير أيضاً، وبسبب نظرة الناس لنا وعدم تقبلنا ونحن في سن صغيرة، لم يكمل الكثير منا تعليمهم الثانوي، وبعد صدور القانون الخاص بنا لم يذهب اغلبنا إلى مدارسهم او جامعاتهم بسبب الخوف مما سيحدث لهم من رجال الأمن.
{ كم عددكم؟
- نمثل فئة قليلة، بالاضافة الى ان هناك العديد منا من جنسيات اخرى ونحن بعيدون عن أسرنا لأنهم انفسهم رفضونا.
{ لو عرض عليكم خوض الانتخابات هل ستخوضونها؟
- بالتأكيد.
تشريع قانون
{ ما اولوياتكم في حال وصول أحدكم الى مجلس الامة؟
- اقتراح تشريع قانون يجعل مضطرب الهوية الجنسية محصنا بناء على التقارير الطبية التي تنص على الحالة النفسية للشخص المريض الذي لا يختلف عليه اي طبيب نفسي، وذلك بشهادة أطباء ومتخصصين معروفين من داخل الكويت وخارجها، بأن هذا المرض ليس لديه أي علاج سوى التحول الجنسي الكامل، وبالتالي يصبح صاحب التقرير أي المريض محصنا من تنفيذ قانون تجريم التشبه بالجنس الآخر.
{ ما رأيكم في ظاهرة الاستجوابات المتكررة من النواب لتشريع قانون؟
- لا داعي لها، لأن بعض النواب يريد استعراض عضلاته من خلالها، فيتسبب في خراب الديرة، بدلا من اعمارها، وسلسلة الاستجوابات (المهزلة) أوقفت عجلة التمنية.
ناشدنا النواب
{ سمعنا ان بعضكم قابل النواب السابقين، خصوصاً أعضاء لجنة الظواهر السلبية.. فيمَ تحدّثتم؟
- نعم هذا صحيح، حيث قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمة (بيت الأمة وبيت الشعب) وليس من حق أحد أن يمنعنا من الذهاب إليه، فهو حق دستوري لكل مواطن له الحق في الحرية والمساواة وحرية التعبير عن رأيه دون الإخلال بالأدب، وهذا ما قمنا به؛ ذهبنا بكل أدب ومن دون خدش لحياء أي شخص لمقابلة النواب بكل توجهاتهم آملين منهم أن يستمعوا إلى شكوانا ضد قانون تجريم التشبه بالجنس الآخر.
وأوضحنا لهم أن هذا القانون لا يمت لنا بصلة ومن الخطأ أن يشملنا، لأننا لدينا تقارير طبية ومستندات رسمية من داخل الكويت وخارجها، وهناك أيضا فتاوى شرعية تؤيد تصحيح الجنس لمن هم في مثل حالتنا وتعارض المعاملة اللاإنسانية لنا، فنحن أناس مسالمون ولا نريد سوى تركنا في حالنا وعدم التعرض لنا من رجال الأمن والمباحث بالشتم والإهانة والضرب.
حتى نواب المجلس والمختصون فوجئوا بما مررنا به من إساءة لإنسانيتنا، وتلقينا وعوداً بالنظر الى أمرنا ومساعدتنا، ولن نتوقف عن مطالباتنا حتى تصل أصواتنا إلى الجميع.
ونكرر أن حالتنا ليست كحالات التشبه والشذوذ الجنسي، فحالات «اضطراب الهوية الجنسية» ليست بالعدد الكبير كما يتصور البعض، ويتم تشخيص الحالات من جانب أطباء متخصصين، واسم «اضطراب الهوية الجنسية» معروف وموثق لدى منظمة الصحة العالمية، وكل من يعمل في المجال الطبي، ويمكن التفرقة بين حالات التشبه «واضطراب الهوية الجنسية» من جانب المختصين بكل سهولة.
نعيش كالمجرمين
{ ماذا تطلبون من المجلس المقبل؟
- نطالبه بالنظر الى موضوعنا والنظر إلى قضيتنا على انها انسانية لنمارس حياتنا بشكل طبيعي، لأننا الآن نعيش كالمجرمين الهاربين، ولا نخرج من منازلنا إلا في أوقات معينة، كما نطالب بالتحول جنسيا، ونطالب مرشحي مجلس الامة ان يطرحوا قضيتنا ضمن برامجهم الانتخابية وان يوضحوا للناس من نحن.
{ من أنتم؟
- أنا لا أتكلم عن الحالات المثلية وحالات التشبه بالجنس الآخر والشذوذ الجنسي، فنحن لسنا مثليين ولا شاذين جنسيا، كما يقول البعض، فليخافوا الله لأننا ابتُلينا ولا نتمنى أن تمر الأجيال المقبلة بما مررنا به من معاناة، لأننا نعيش هذه المعاناة منذ الصغر ولا ذنب لنا فيما نحن فيه، ولا أتكلم عن مرض أو حالة نفسية أو عقدة أو دلع كما يقول البعض، فهناك العديد من الأمور المعقدة في هذا الموضوع الشائك.
نحن نريد ان نكون كما نشعر ولن نكذب على انفسنا، فهل ما مررنا به من تعذيب وسجن وإهانة لم يغيرنا، هل نحن مبدعون في التمثيل الى هذه الدرجة، ام نحن نستمتع بالعذاب؟
أبشع التهم
{ ماذا تطلبون من المجتمع؟
- نحن نريد فقط ان يعلم الناس بما نحن عليه وبما نعانيه حتى لا نُتهم بأبشع التهم، فالكل معرض لأن يكون لديه ابن او بنت في مثل حالتنا، بوجود المواد الكيميائية في الطعام والادوية وما حدث من تلوث بيئي وتسرب مواد تضر بالبشر، كما ان الحالة النفسية للأم وما تأكل او تشرب اثناء الحمل قد يؤثر في الجنين.. نحن لا نُشخص، ولكن نذكر الاحتمالات التي قد تكون سببا فيما نحن عليه.
{ ماذا تقولون للمسؤولين؟
- نقول لمسؤولي جميع الوزارات والهيئات المختصة وكل من له علم بحالتنا من متخصصين: لماذا السكوت؟ هل الخوف يمنعكم؟ فالله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم، وهناك دول اسلامية وعربية تعترف بهذا المرض وتتعامل معه بالطرق الصحيحة.
عيال الفقارة
{ إلى من ستصوتون؟
- سنصوت الى من يتبنى قضيتنا بصدق وان يعتبرها انسانية بحتة، وان يوصلها الى المجلس بأمانة، وان يحاول بكل جهده حل قضيتنا.
{ حدثونا عن القانون الذي صدر بحقكم؟
- بعد إقرار إضافة (مادة 199 مكرر) إلى مادة 198 من قانون الجزاء، جاء في التعديل أن كل من ارتكب علانية فعلاً فاضحاً أو تشبه في مظهره بالجنس الآخر يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف دينار، فهل يعقل أنه يطبق هذا القانون على فئةِ من لا حول لهم ولا قوة، ولا يطبق على الفئه ذات النفوذ؟
ففي أحد الأيام تم القبض على عدد ليس بقليل ممن يسمونهم المتشبهين في عدد من الأماكن المشبوهة وغيرها من الأماكن، وأُفرج عنهم فورا بسبب الواسطة، أما عيال الفقارة (من ليس لديهم واسطة) فيُفعل بهم ما لم يفعل بمجرم خريج سجون؛ تقييد بـ «الكلبجات» وإذلال والصراخ عليهم.
نحن نحتاج إلى المساعدة، وحتى لو وُضع لنا ألف قانون، فهذا لن يغير من حقيقة الأمر، ولا نطلب الكثير بل القليل القليل لأبناء هذا الوطن، لنكون عناصر فعالة أكثر وأكثر ولمساعدة غيرنا من الأجيال المقبلة لمساعدتهم وتجنيبهم التعرض لمثل ما تعرضنا ونتعرض له.
وأخيراً نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل على كل مسؤول استغل سلطته ومركزه ليظلمنا.
ضرب ومعاملة قاسية
كشف أحد مضطربي الهوية الجنسية لـ«أوان» عن أن مجهولين اقتحموا شقته وضربوه بآلات حادة، وعندما ذهب إلى المخفر لتقديم بلاغ بالحادثة، عاملوه في المخفر أسوأ معاملة، ووصل الأمر إلى حد انهم طردوه.
منقول
http://www.awan.com.kw/pages/local/view/199450
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق