الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

((وليـــس الذكر كالانثى))صدق الله العظيم

اعجاز علمي رأئع في اختلاف دماغ الذكر عن الانثـــــــــــــــى يعطي دلائل اضافية لمصداقية حالات الترانسجندر
وهو من مو قع الاستاذ والدكتور عبد الدائم الكحيل

تظهر الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم الاختلاف بين الرجل والمرأة في كل شيء تقريباً، وفي هذه المقالة حقائق جديدة توصل إليها العلماء تأتي لتشهد على صدق هذا القران....

قال تعالى في آية عظيمة مؤكداً أن الذكر يختلف عن الأنثى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36]. ولو تتبعنا الأبحاث الطبية المقارنة بين الرجل والمرأة نلاحظ أنهم في كل يوم يكشفون اختلافاً جديداً بين الذكر والأنثى، حتى شملت الاختلافات كل جزء من أجزاء الجسد. وفي هذه المقالة نتائج ملفتة للانتباه ظهرت حديثاً في هذا الموضوع.
يقول العلماء في القرن الحادي والعشرين إن الكتب والأبحاث والأصوات التي كنا نسمعها في السبعينيات من القرن العشرين كانت خاطئة، لأنها تدعو وتوهم الناس أن دماغ المرأة مثل دماغ الرجل، والأبحاث الجديدة اليوم والتي تتم بواسطة أجهزة المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي تبين اختلافات جذرية واضحة بين دماغ المرأة ودماغ الرجل.
وربما نتذكر تلك النظرية التي ظهرت منذ سنوات وتؤكد أن الاختلاف بين الطفل والطفلة يكون بسبب أسلوب التربية فقط، فنحن نربي الأنثى على عادات تختلف عن تربية الذكر، ولكن تبين فيما بعد أن هذه النظرية خاطئة، لأن الإنسان يولد وفي دماغه برنامج خاص يختلف من الذكر إلى الأنثى.
لدماغ: إنه الجزء الأكثر تعقيداً في جسم الإنسان، يحوي أكثر من مئة تريليون خلية أي 100000000000000 وهذا عدد ضخم جداً، وهو عدد تقريبي وقد يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير، والله أعلم. ويقول العلماء إن دماغ الذكر منذ بداية خلقه (في الجنين) يختلف عن دماغ الأنثى.
إن ظاهرة اختلاف دماغ الرجل والمرأة أثارت اهتمام العلماء فقاموا بدراسة الحالات المختلفة للدماغ عندما يفكر وعندما يغضب وعندما يحزن وغير ذلك من الانفعالات النفسية ووجدوا أن الدماغ لدى الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن دماغ المرأة. ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقالوا لابد أن هناك تشابهاً في عمل خلايا الدماغ بين الرجل والمرأة أثناء الراحة، أي عندما لا يقوم الإنسان بأي تفكير.
ولكن باحثين من جامعة كاليفورنيا وجدوا أن دماغ المرأة يتصرف بشكل مختلف عن دماغ الرجل حتى في حالة الراحة أو السكون!! أي عندما يكون الرجل جالساً لا يعمل أي شيء، ولا يفكر بشيء، وكذلك عندما تكون المرأة جالسة لا تفكر بشيء فإن التصوير بالرنين المغنطيسي أظهر أن النشاط في مناطق الدماغ للرجل يختلف عن دماغ المرأة بشكل واضح.
فقد كشف الدكتور Larry Cahill أن دماغ الرجل يعالج المعلومات بطريقة مختلفة جداً عن دماغ المرأة، حتى في حالة الراحة، واستخدم الباحث إشعاع Positron Emission Tomography أو اختصاراً PET في تجربة تشمل 36 رجلاً و 36 امرأة، وذلك لدراسة نشاط الدماغ أثناء الراحة دون التفكير بشيء، وأظهرت الصور أن المناطق التي تنشط في دماغ المرأة تختلف عن المناطق التي تنشط في دماغ الرجل!
ويقول الباحثون إن هذه النتائج غريبة وغير متوقعة، فطالما اعتقدوا أنه لا فرق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة، ولكن هذا البحث أكد لهم أن الدماغ يعمل بشكل مختلف جداً عند الرجل والمرأة، ويقولون:
إن تصميم دماغ المرأة جاء مناسباً لتحمل الألم والإجهادات (مثل آلام الولادة) أكثر من الرجل حيث إن دماغ الرجل لا يوجد فيه مثل هذه الميزة!!
ويقول الباحث Cahill :
العجيب أن تصميم دماغ الرجل ودماغ المرأة جاء كل منهما متناغماً مع العمل الذي سيقوم به.
إن العلماء يعجبون من هذا الأمر لأنهم يردون أي ظاهرة للطبيعة، ولكننا كمؤمنين نعجب أيضاً ولكن هذه الحقائق تزيدنا إيماناً وخشوعاً وتسليماً للخالق تبارك وتعالى. فالله تعالى هو القائل: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 102-103].
ظهر الصور الناتجة عن جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI أن الرجل والمرأة عندما يقومان بنفس العمل فإن مناطق مختلفة من الدماغ تنشط، بما يؤكد بوضوح كامل أن طريقة عمل الدماغ لدى الرجل تختلف عن طريقة عمل الدماغ لدى المرأة.
وفي دراسة ثانية تبين أن دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الرجل في تخزين المعلومات بالنسبة للذاكرة الطويلة، أي أن الرجل يستعمل مناطق من دماغه تختلف عن المرأة في تخزين المعلومات لفترة طويلة. ومع تقدم العمر تتأثر المعلومات التي اختزنها الرجل في دماغه بطريقة مختلفة عن المرأة، فمثلاً المواد المخدرة الطبيعية التي يفرزها الدماغ ليعالج بها الآلام تؤثر على الذاكرة الطويلة لدى النساء بنسبة أكبر من الرجال، وربما ندرك لماذا كانت شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، يقول تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة: 282].
وتبين الأبحاث الجديدة أن عاطفة المرأة تؤثر على ذاكرتها بطريقة أكبر من الرجل، ولذلك فإن نسبة الإبداع عند الرجل تكون أكبر من المرأة، وهكذا نجد أن المبدعين عبر التاريخ كان معظمهم من الرجال! وفي دراسة جديدة تبين أن المرأة تتعرض لانخفاض في ذاكرتها أثناء فترة الحمل وبعده بعام، وأن ذاكرة المرأة تتأثر بالأحداث والظروف أكثر من ذاكرة الرجل، من أجل هذه الأسباب: هل نعلم لماذا شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل أمام القضاء!
ويؤكد العلماء على وجود اختلافات واضحة بين دماغ الذكر ودماغ الأنثى وتظهر جلية في المنطقة السماة hypothalamus والمنطقة قبل البصرية حيث تحوي هذه المنطقة عند الرجال ضعف عدد الخلايا عند النساء.
كذلك هناك اختلاف واضح في استجابة الدماغ والإبداع والسلوك ما بين الرجال والنساء. وتتجلى هذه الاختلافات في الإدراك والذاكرة حيث تختلف ذاكرة المرأة عن ذاكرة الرجل.
إذا قمنا بوزن دماغ رجل ودماغ امرأة سنجد أن دماغ الرجل أثقل بنسبة لا تقل عن 10 بالمئة وقد تصل إلى 20 بالمئة أحياناً، وهذا اختلاف يُضاف للاختلافات الكثيرة بين الرجل والمرأة. وحتى نسبة موت الخلايا في الدماغ تختلف من الرجل إلى المرأة، وطريقة عمل هذه الخلايا تختلف، فقد وجد الباحثون أن نسبة انكماش الدماغ (تنكس الخلايا) عند الرجل أكبر منه وأكثر وضوحاً من المرأة مع تقدم العمر. وهكذا اختلاف في كل شيء تقريباً..
بين هذا المخطط تغير وزن الدماغ مع تقدم العمر، الشكل الأعلى يوضح تغير وزن الدماغ مع تقدم العمر منذ الولادة وحتى عمر 86 سنة، والشكل السفلي يبين النسبة المئوية لوزن الدماغ بالنسبة لوزن الجسم وكيف تتغير مع تقدم العمر. ويتبين لنا أن دماغ الرجل أكبر من دماغ المرأة. ويتبين كذلك أن نسبة وزن دماغ المرأة إلى وزن جسدها تكون هذه النسبة أكبر عند النساء بقليل من الرجال.
إذاً هناك ميزات فضَّل الله فيها الرجل على المرأة وذلك لمصلحة الرجل والمرأة ولكي تستقيم الحياة ويعيشان بسعادة، ولذلك يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 34]. ولكي يقوم الرجل على المرأة يرعاها ويوفر لها الحماية والأمان والمعيشة الكريمة لابد أن يتمتع ببعض الميزات ليتمكن من القيام بذلك، وهكذا يجب أن نفهم التفضيل هنا.
فتفضيل الرجل على المرأة ليس لأن الله يحب الرجل أكثر أو لأن الله "يميز" بينهما كما يقول بعض المشككين، لا، بل ليمكِّن الرجل من القيام بأعباء الحياة، وبالمقابل أعطى للمرأة ميزات لا يتمتع بها الرجل، فمثلاً زوَّدها في دماغها بخلايا مختصة بتحمل الألم والضغوط والإجهادات أكثر من الرجل، فسبحان الله!
بينت الدراسات أن حجم دماغ الرجل أكبر من حجم دماغ المرأة عند نفس العمر، وذلك بعشرة إلى عشرين بالمئة، وهذه الزيادة عند الرجل في حجم دماغه تجعله مختلفاً عن المرأة في الكثير من العمليات الدماغية.
هناك بحث جديد أظهر أن الرجل والمرأة عندما يقومان بنفس العمل فإن المناطق التي تنشط في الدماغ تختلف بين المرأة والرجل، والعجيب أن الرجل والمرأة عندما يقومان بأعمال مختلفة فقد تنشط المنطقة ذاتها من الدماغ، وهكذا نجد الاختلاف يتجلى في كل شيء بين الذكر والأنثى.
ومن الفروق بين الرجل والمرأة أن المرأة لديها فرصة مضاعفة للإصابة بالكآبة أكثر من الرجل، وهي تحزن أكثر 8 مرات من الرجل، ويقول العلماء إن المرأة افضل من الرجل في الذاكرة القصيرة أي أنها تتذكر الأشياء التي حدثت قبل قليل بسرعة أكبر من الرجل، ولكن الذاكرة الطويلة فإن الرجل يتفوق عليها كثيراً.
وأخيراً أهمس في قلب كل أخت مؤمنة: لا تحزني من هذه الاختلافات ومن تفوق الرجل عليك في كثير من المجالات، فالله تبارك وتعالى اختار لك ما هو أفضل من ذلك بكثير، يكفي أن الله شرَّفك بالأمومة، فهذه الميزة إذا قمتِ بها على الوجه الذي يرضي الله تعالى فإنها ستكون طريقاً سهلاً للوصول إلى الجنة إن شاء الله تعالى. ويكفي أيضاً أن الله جعلك الوعاء الذي يحتوي الرجال، لأن المرأة هي التي تحمل في بطنها الذكر والأنثى، وكل رجل مهما كان عبقرياً لابد أن يتخرج أولاً من مدرسة أمه!


المصدر:


http://www.kaheel7.com/modules.php?name ... le&sid=660
 
http://ar.tgegypt.com/forum/viewtopic.php?f=5&t=1168&view=unread#unread

الجمعة، 20 أغسطس 2010

أحمد عبد ربه من غزة، بعد التصحيح الجنسي (فيديو)

كيف يمكن أن يعيش الإنسان وهو يتمنى أن يكون إنسان آخر، تتصارع الأسئلة بداخله، لماذا لا أكون إنسانا مختلفا، وتزداد الأسئلة صعوبة إذا كان يتمنى أن يصبح من جنس آخر،وهذه هي حكاية “علا” التي تمنت طوال عمرها أن تصبح شخصا آخر، بحياة مختلفة وتفاصيل لا تحبسها داخل مريولها المدرسي، خمسة عشر عاما والأحاسيس تحملها إلى عالم الذكورة لسبب تجهله تماما ولا تدرك أبعاده. حدث كبير في مدينة مثل غزة لا يسمع فيها إلا أخبار القتل والحصار لعلا التي تحولت إلى احمد، أثنى تصبح رجلا بعد أن أمضت في جلباب أنوثتها خمس عشر عاما متواصلة، في عزبة عبد ربه تلك المنطقة التي عانت الكثير من ظلم الاحتلال وهمجية قواته خلال الحرب الأخيرة على غزة خرجت حكاية علا أو احمد فايز عبد ربه إلى النور.



يصف احمد ذلك بالقول: قد كان صعب علي وعلى عائلتي أن يتحملوا حياة بهذا الشكل يعيش فيها احد أفراد الأسرة وهو بجنس ويتمنى أن يكون من الجنس الأخر، إلا إننا جميعا واجهنا الموضوع بشجاعة وساعدني في ذلك والدي ووالدتي وإخوتي، وأنا لن أنسى لهم ذلك الموقف الذي دعمني وثبتني في أكثر ظروف حياتي صعوبة. علا سابقا احمد الآن يتمنى أن تكون حياته بجنسه الجديد أجمل مما قضاه كأنثى لمدة خمس عشر سنة، حيث يعتبر احمد ذكرياته في مدرسة البنات ذكرى حزينة لا ود التعرض لها ولا حتى استرجاعها، ومن مدرسة حليمة السعدية الإعدادية للبنات إلى مدرسة للذكور كانت المرة الأولى التي يختلط فيها احمد بزملاء جدد لا يشعر بينهم بأي غربة يتحدث وهو في الصف الأول ثانوي فيقول: لقد فقد أسرتي اثنين من إخوتي هم محمد ووسام في الاجتياح الإسرائيلية الكثيرة للمنطقة التي نعيش فيها بحيث أنها قريبة من الحدود عام 1967، وبقي لدي أربع شقيقات وشقيقين، وأنا اليوم أكمل عقد إخوتي باخ جديد باسم احمد ليس باسم علا. احمد الذي التقينا به على أنقاض منزله حيث داسته جرافات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة مطلع كانون الثاني من هذا العام ، يقول: ربما فقدت أسرتي منزلا لكنها الآن اسعد بأنها استعادتني حيث كنت ضائعا بالفعل، فانا اليوم والحمد لله أصلي الصلوات الخمس في المسجد القريب من بيتنا بين الرجال، وألبي دعوة زملائي وأصدقائي في الرحلات والعب معهم بالكرة كما كنت أتمنى وبقيت لدي بعضها فانا تعلم قيادة السيارة واحلم بالزواج من فتاة جميلة ومتعلمة وان تكون طويلة أيضا، وبعد ابتسامة منه يقول: أنا اليوم اطبخ بعض الأكلات التي أحبها والتي تعلمتها سابقا مثل المكرونة والدجاج المحمر. ويتابع احمد سرد قصته بالقول: لقد كانت أصعب اللحظات هي بعد حلاقة شعري ومع أول خروجي للشارع بشكلي الرجولي الجديد ، وكم كنت متخوفا من نظرة المجتمع لي وتقبلهم هذا الشكل المختلف كليا عما اعتادوني عليه، ولكن بحمد الله وفضله وجدت من يقاربني بالسن يتقربون مني ويرغبون بصداقتي ويرافقونني في كل مكان تقريبا وهو ما ساعدني نفسيا للخروج من أزمة كادت أن تقضي على بقية حياتي. الحاجة أم طارق عبد ربه التي وقفت بجانب ابنتها إلى أن وصلت إلى ما تريده فخوره اليوم بولدها احمد، وتصف مشاعرها بالقول: عندما استشهد اثنين من أبنائي طلب العوض من رب العالمين وها هو اليوم يعوضني بأحمد رجل اعتمد عليه واشعر بحنانه علي، خاصة انه منذ عملية التحويل وأنا اشعر انه انطلق إلى الحياة مرة أخرى بنفسيه مرتاحة وها هو اليوم مقبل على كل شيء في الحياة بعنفوان الشباب. وحول ذكريات تلك الأيام تقول الحاجة رقية: لقد كان احمد طوال تلك السنوات يخشى من تقبل المجتمع له في وضعه الجديد وكنت أنا ووالده دائمين الإقناع له بان الله هو من يسير الكون وان له حكمه في ذلك وانه لا مفر من أن يعيش حياة طبيعية، وهذا بعد اكتشافنا لحالته وان هرمونات الذكورة أكثر بكثير من هرمونات الأنوثة لديه، وبالفعل بدا احمد بأخذ الحقن التي تتطلبها حالته وخضع لعملية وهو الآن ما زال يحتاج أكثر من أربع عمليات أخرى يمكن له بعدها من ممارسة حياته بشكل كامل ، وتضيف أنا اليوم فخوره بولدي الذي بدا الشعر ينبت في وجهه معلنا انه رجل يمكن أن يمثل لي ولشقيقاته سندا بعدما استشهد أخويه. احمد اليوم وبعدما تخلص من شكل علا بدا بالتخلص من حاجياتها بالتبرع بها لأخريات من ملابس ومتعلقات شخصية إلا انه بقي يحتفظ ببعض الصور لعلا يخفيها عن الجميع يطلع عليها في بعض الأحيان ويشكر الله أن من عليه بفضله وتمكن من جديد ممارسة حياته وكأنه ولد حديثا وكن بسن 15 عاما

منقول
http://ar.tgegypt.com/


فيلم وثائقي sex unknown

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

د.محمد رحال : الجنس الثالث بين جهل الشيوخ وظلم المجتمع

شمس هي فتاة من اعرق احياء القاهرة , لم تدر ان خطأ ارتكبته امها اثناء الحمل سيودي بها شخصيا الى مأساة حياتية تصاحبها العمر كله , والقصة بدات عندما حملت بها والدتها , والتي كانت تتناول حبوب منع الحمل , وبعد شهرين من انقطاع الدورة الشهرية , راجعت طبيبة مختصة , والتي نصحتها بتناول حبة تساعد على تثبيت الحمل ان وجد , ومضت مدة الحمل بشكله الطبيعي , وكانت ولادة الطفلة شمس والتي عرف من خلال اعضائها التناسلية الظاهرة انها فتاة , والمشكلة مع الطفلة لم تبدا الا بعد ثلاث سنوات , فقد كانت غريزتها وبشكل كامل تقودها للتعامل مع الصبية , وهي الى الصبية اقرب , هذا السلوك اثار حفيظة الاهل وانتقادهم درجة ان لقبوها ب حسن صبي , وهو لقب يطلق في العادة على الفتيات المتصابيات , وكبرت شمس وكبر معها الفارق العاطفي , والذي ازداد عندما ذهبت الى مدرسة البنات , هذه المدرسة التي احست فيها انها مجبرة على حياة البنوتات الصغار ومزاحهن وضحكاتهن والتي كانت تحس بشيء داخلي فيها رافض كل الرفض لهذه الحركات الانثوية , وفي المدرسة الثانوية كانت شمس صارمة وجادة في علاقتها مع زميلاتها واللواتي كن يحترمنها بشكل غير عادي مفسرين هذه الرزانة فيها على انها تميز اخلاقي في مجتمع تحترم فيه المثل الاخلاقية, بل وهذا الحزم شجعهن على انتظارها في نهاية اليوم المدرسي لتوصلهن الى بيوتهن كحارسة لهن من تلطيش الشباب المنتشر بكثرة في مجتمعاتنا المتدينة جدا , ومع اجتياز المرحلة الثانوية فانها كانت تحس بزيادة الفارق وميله تماما الى الخشونة , وكان كرهها الشديد لاستخدام ادوات التجميل ونفورها من اي مظهر انثوي ابعدها عن ان يطرق بابها من قبل الخطاب , وشكت حالتها الى اهلها مرات عديدة, وهنا عرضها الاهل على طبيبة مختصة , والطبيبة المختصة التي شاهدت جسمها وشاهدت تشوها في مكان الانوثة منها فاقترحت عملية تجميل موضعية ازالت بعض ماشكت انه قد يكون جزءا من اعضاء ذكورية , وهنا تضاعفت المشكلة النفسية لدى شمس وتحولت الى هم شديد وغم نفسي ومعنوي وعضوي , وازدادت مطالعتها عن حالة الجنس الثالث وبدأت تعتقد تماما انها ليست انثى بل وصارت متاكدة ان مبضع الجراح قد اطاح بقسم من المكونات الذكرية والتي كانت مصاحبة للاعضاء الاخرى , وبدأت في رحلة البحث والعلم والتعلم والاستفسار , ومعها التحليل الجيني الذي أقر بانها ليست انثى.



ومع تقدم عمرها الذي قارب الخمسة وثلاثين عاما , لتبدأ معها معاناة ثانية هي معاناة ارجاعها الى وضعها الصحيح وهي تصحيح الجنس , والتي تحتاج في بلد متحفظ الى موافقة فتوى شرعية لم يفهم فيها فطاحلة الشرع ان الوضع هو وضع تصحيحي , وان الاصل هو ان تعاد الى وضعها السليم وذلك باجراء مايلزم من اجل اخذ دورها في المجتمع كذكر وليس كانثى, ولكنها وهي في لجة البحث عن الذات واذا بها تكتشف ان المشكلة في مصر والبلاد العربية هي ليست مشكلة فتاة واحدة اسمها شمس ,وانما هي مشكلة مجتمع كامل مختبئ تحت اسم فتاة عانس- لااقصد العوانس تحديدا- او امراة نشاز او امراة مخنثة وان هذه النسبة تجاوزت الخمسة بالمائة وهو مايفسر مشكلة كبيرة تتمثل في اعداد كبيرة جدا من العوانس-عوانس الجنس الثالث- اللواتي انصرفن وعزفن عن الزواج بسبب وضع نفسي داخلي لم يتضح بالنسبة لهم , وهو كارثي لمن اتضح له في مجتمعات لاترحم وفيها من الجهل بالعلم اضعاف ماهم فيه من جهل بالدين , وهو الدين الذي يدعون الالتزام فيه , بل وليس غريبا ان يتزوج الرجل من فتاة احلامه وهو لايدري انه قد يكون قد تزوج من رجل يمتلك من الانوثة عضوا واحدا من خمسة اعضاء تكمل معاني الانوثة , وهذا يعني ان بلدا في مصر كالقاهرة قد يصل فيها ضحايا حبوب الحمل وضحايا الغذاء المعدل وراثيا , وضحايا الجهل , وضحايا الطعام المستورد والمعلب في مواد مسرطنة او هرمونية صناعية او حيوانية ومن اصول اغلبها من مشتقات الخنزير قد تصل اعدادها الى مايقرب المليون ضحية, بل وان هذا الرقم بدأ في التضاعف في دولة كالعراق غابت عنها كل انواع الرقابة على الاغذية مع وصول اصناف معدة اعدادا خاصا لهذا البلد من بلدان هدفها تحطيم العراق وشعبه وكذلك دول الخليج التي انصرف شعبها عن طعام البيوت الى الاطعمة الجاهزة , وفي غفلة عن رقابة دولة اسلامية على المستوردات , والتي يلتهمها ابناء الشعب التهاما للذة طعمها ولمنشئها الاجنبي, وفي غفلة كبيرة عن علماء الشرع الذين انصب اهتمامهم على الدعاء للحكام وشرح فقه الشرع وعلومه في نتف الابط والمسح على الخفين والجوربين , ومن ثم حشر انفسهم في امور علمية لايفهمونها وابتعدوا عن فهمها , لتنقضي الحالة بين حرام او حلال في حالة غريبة من حالات اقحام الدين في امر طبي محض , وفي خطأ ارتكبه الشيوخ والعلماء قبل الحكام في عدم نصح الامة الى اهمية الابتعاد عن كل طعام او دواء يدخل الجسم دون تصريح علمي شرعي يحلل استخدامه وهو شيء من ضروريات الدين, وهو تقصير رفع من نسبة مايسمى الجنس الثالث من حالات نادرة وافراد الى حالات واعداد كبيرة وفي غاية الخطورة, وفي مجتمع لم يفهم هذه الحالة ولايريد ان يفهمها , اضافة الى ماتسببه هذه الحالة من سلوكيات لها اشكال عدة , ومن اهمها اجبار فتيات من اصل ذكوري الى الزواج من رجال وهو امر لايختلف في شيء عن زواج رجل من رجل , وهو الامر الذي يؤدي الى نشوء مايسمى نشوز المرأة وضرب الرجال, والذي بدأ يتسع وتكبر حلقاته في مجتمعات تستنكر هذه الانواع من الحب الزوجي , ونشا مع هذه الحالة انتشار السحاق بين البنات كحل تعويضي وهو امر ينتشر وبشدة كما وانتشر معها خوف الوالدين من علاقات بناتهم مع اخريات فقد يكن ذكورا ايضا, كما وانتشر انواع من تصابي المرأة الشديد وتسلق المنابر الاعلامية من اجل مايسمى تحرير المراة الكامل متباهين وبصوت عال بمساواتهن بالرجال بل ومرتدين نفس لباس الرجال وكأن المساواة هي في السلوك وليست في الحقوق والواجبات , وفي نوع من انواع المحاكاة فقد مارس البعض مهن الرجال كتقليد اعمى للغرب في سلوكياته , وهي دعوات في الغالب – وليس دائما- تاتي من نسوة تغلبت الجينيات الذكورية لديهن على الانثوية واحيانا يبدو ذلك واضحا وصريحا وجليا , وقد يبدو على شكل المتحدثة علامات الاسترجال الخلقية والسلوكية من استدارة في العينين وتعضل في وجنات الوجه وتقطيب في الحاجبين وامتداد في الكتف ونحافة واضحة في الردفين وخشونة في اليدين مع بروز واضح في في عضلات العضد , وهو ما لاحظته بكبار الشخصيات المتحدثات عن تحرر المرأة وما فيهن من خشونة بادية في المظهر والشكل والصوت, ووقف الرجل عاجزا عن الرد وتهمة الرجعية واقفة تنتظره بجانب الباب الذي يقف الى جانبه , ومع هذا فان هناك من الطرف الاخر من الجنس الثالث الذكوري الحالة المعاكسة وهي الانوثة عند الصبية والرجال , لتضاعف من هذه الازمة وتخلق انماطا من صنوف المجتمعات الطارئة على الامة والتي كبر حجمها وازداد عددها وفرضت نفسها بايجاد تصرفات للبعض لاتتناسب مع اخلاقيات مجتمع يعتبر التخنث في الرجال جريمة من اكبر جرائم المجتمع , بل وقد يطيح فرد من هؤلاء بسمعة عائلة كبيرة العدد لالذنب ارتكبه هو وانما المجتمع الغارق في لذائذ الطعام المهرمن ,وانصرف قسم من هذا الصنف ليفرغ شهوته عبر ممارسات وسلوكيات في غاية الشذوذ من المستحيل ان يتفهمها المجتمع, وهذه الحالات قادت كثرة من هذه الفئة الى الانتحار للتخلص من حالة عجز المجتمع عن فهمها او حل شيفرتها او تقبلها , وهذا الاختلال المفاجيء والذي استوعبته الدول الاوروبية عن طريق سماح القوانين لهم بايجاد انواع من علاقات الزواج الشرعي المسجل كنسيا كزواج المراة من المراة , وزواج الرجل من الرجل , وهو امر لايمكن ابدا ان يوصف بالشرعي وفقا للاصول الشرعية الاسلامية , ولايقبله المجتمع الاسلامي مهما بلغ من تقبل لعادات الغرب والذي هو حرام شكلا ونوعا , ولهذا فقد كان حريا بالدول العربية والاسلامية ان توفر الاطر الخاصة بالكشف الطبي المبكر والسليم من قبل اخصائيين في السلوك الانساني واطباء نفسانيين واطباء غدد ومحللي جينيات للتاكد من هذه الحالات ومداواتها وهذا لايعني ابد اغفال دور الدولة في مراقبة كل الاطعمة ومنعها من التداول خاصة وان الهرمونات الصناعية تنتشر في الاسواق وهي هرمونات وبروتينات صناعية اغلبها من منتج حيواني ومن الخنزير بوجه خاص , وان هذه المجتمعات الاسلامية من المفروض ان تدرك ان الامر اخطر بكثير مما يعتقده البعض , فهذه الهرمونات التي حولت جزءا كبيرا من مجتمعنا الى عناصر بشرية مخنثة هم ضحايا السلوك الجشع للتجار ولجهل الساسة وعلماء الشرع , وان هذه المنتجات تاتي مصاحبة للكثير من الامراض وعلى راسها امراض السرطان والغدد وضعف جهاز المناعة الانساني .

وليس غريبا ان نجد في محال بيع الدواجن ان بعض الطيور والتي لاتتجاوز العشرة كيلوغرامات في الحالة العادية , قد يصل وزنها الى خمسة وثلاثين كيلو غراما وهذا بفضل الهرمونات التي يتناولها الانسان بشراهة لتؤثر به وبذريته.


ومع ذلك فانه لابد لنا من التوضيح ان معرفة الجسم ان كان مؤنثا او ذكوريا لا تأتي عن طريق الكشف العضوي فقط وانما لها عدة اشكال اولها الكشف العضوي التناسلي المباشر ثم الكشف الجيني والذي يتحدد منذ بداية التلقيح , ثم الجنس المخي والذي تحكمه شيفرات خاصة لم يتمكن العلم من تحديدها تماما والمتعلقة بالنويات القاعدية , ثم ياتي سلوك الجنس النفسي , واخيرا الجنس الاجتماعي , وان تعارض اي من هذه العناصر مع العناصر الاخرى هذا يعني ان هناك خللا ما يتطلب حله وعلاجا طبيا او نفسيا دون تدخل الشرع , باعتباره تصحيح وضع خاطئ مصدره تخبيص الانسان وليس خلق الله احسن الخالقين, مع مراعاة ان شكل العضو الذكري او الانثوي هو جزء من خمسة اشياء يجب الاهتمام بها قبل الحكم النهائي على قضايا شائكة كهذه وهي امور يحددها الشخص ذاته من خلال فهمه لذاته واحساسه بذاته , ولن يستطيع بشر ما ان يفهم ذات الاخر اكثر من الشخص نفسه مهما بلغ من العلم.




المصدر: http://www.panet.co.il/online/articles/63/68/S-182521,63,68.html
TGEGYPT.COM

تم تحديد صلة بين جينات و الترانسكس (26-10-2008

وجد باحثون إستراليون صلة هامة بين جين متدخل في مفعول الهرمون الذكوري تيستوستيرون و ترانسكس الذكور-إلى-إناث.

أشارت تحليلات الحمض النووي من 112 ترانسكس ذكور-إلى-إناث متطوعين أنهن أكثر إحتمالاً أن يكون لهن نسخة أطول من الجين المستقبل للأندروجينات.
و أعلن الفريق في مجلة “الطب النفسي البيولوجي” أن هذا الإختلاف الجيني قد يكون سبباً في إشارات أضعف للهرمون الذكوري تيستوستيرون.
و بالرغم من ذلك, أكدوا أن جينات أخرى قد تلعب دوراً مماثلاً.
بصورة متزايدة, تتورط عوامل بيولوجية في موضوع الهوية الجنسية.


(“هنالك وصمة اجتماعية بأن تغيير الجنس هو مجرد إختيار أسلوب حياة ، و لكن النتائج التي توصلنا إليها تدعم أسس بيولوجية لكيفية تطور الهوية الجنسية”
–بروفيسور فينسنت هارلي, باحث)


ففي إحدى الدراسات السابقة, تم توضيح أن أجزاء معينة من تركيبة المخ البشري في الترانسكس ذكور-إلى-إناث تكون “شبيهة للأنثى”.
و في الدراسة الأخيرة, نظر الباحثين إلى إختلافات محتملة في ثلاث جينات يعرفون بتورطهم في التطور\التكوين الجنسي – الترميز للمستقبل الأندروجيني, مستقبل الإستروجين, و إنزايم يحوّل التيستوستيرون إلى أستروجين.
مقارنة الحمض النووي من الترانسكس ذكور-إلى-إناث المشاركات بــ 258 كونترول أظهرت صلة هامة بين نسخة طويلة من جين المستقبل الأندروجيني و الترانسكشواليزم.


التيستوستيرون:
من المعروف أن النسخ الأطول من الجين المستقبل للأندروجينات متصلة بإنخفاض كفائة الإشارات الهرمونية الذكرية للتيستوتيرون.
تكهّن الباحثون أن هذا المفعول المخفض للهرمون الجنسي-الذكوري قد يكون له تأثيراً على تطور\تكوين الهوية الجنسية في الرحم.
“نعتقد أن هذه الإختلافات الجينية قد تقلل من مفعول التيستوستيرون و بالتالي لا تكتمل ذكورة المخ أثناء فترة نمو الجنين”, قال-ت الباحث-ة لورين هير من معهد برينس هنري للبحوث الطبية.
و رغم أن هذه أكبر دراسة جينية للترانسكشواليزم حتى اليوم, يخطط الباحثون الآن أن يكتشفوا إذا كان بوسع هذه النتائج أن تتطبق على مجموعة أكبر من السكان.
قالت تيري ريد من جمعية تعليم و بحوثات الهوية الجنسية أنها مقتنعة أن هنالك أساس بيولوجي للترانسكشواليزم.
“هذه الدراسة ترسخ دراسات أخرى سبقتها و التي أشارت أن, في بعض الأشخاص الترانسكس, قد يوجد عوامل جينية أو وراثية تؤدي إلى نشوء هوية جنسية غير نمطية”
“و لكن قد تكون مجرد واحدة من عدة مسالك مختلفة, و على الرغم من أنه يبدو من المحتمل جداً أن العنصر البيولوجي سوف يكون دائما حاضراً في المسببات المرضية لتغيير الجنس, ليس محتملاً أن تكون المسارات التكوينية\التطويرية متطابقة في جميع الأفراد.”

تمت الترجمة من موقع وكالة الأنباء البريطانية BBC

الرابط: http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/7689007.stm

الموضوع الأصلي على ABC الأسترالية:
http://www.abc.net.au/science/articles/2008/10/27/2401941.htm

 
TGEGYPT.COM

إختلافات المادة الرمادية الإقليمية في ترانسكشوالزم الذكور-إلى-إناث (مارس 2009)

معمل تصوير الأعصاب, قسم الأعصاب, كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس آنجيلوس

Luders E, Sánchez FJ, Gaser C, Toga AW, Narr KL, Hamilton LS, Vilain E.


الهوية الجندرية – إحساس و معرفة الشخص بذاته كرجل أو إمرأة – هو إدراك حسّي جوهري يعيشه و يمرّ به جميع الأفراد و يتجاوز الجنس البيولوجي. و مع ذلك, ما يساهم في وعينا و إدراكنا بالجندر (الهوية الجنسية) لا يزال غير مؤكد. و بما أن الأفراد الذين يعرّفون أنفسهم بالترانسكشوال يقرّوا بمشاعر قوية بإنتمائهم للجنس الآخر و بإيمانهم أن خصائصهم الجنسية (البيولوجية) لا تعكس و لا تعبّر عن هويتهم الجنسية الحقيقية, فهم بذلك يمثّلون نموذجاً قيماً لفهم الأسس البيولوجية التي تقوم عليها الهوية الجنسية (Gender Identity).
و قد حللنا معلومات الرنين المغناطيسي (MRI data) التابعة لأربع و عشرون 24 حالة ترانسكس ذكور-إلى-إناث (MTF Transsexuals) ممن لم يتم معالجتهم بهرمونات الجنس المعاكس بعد, لتحديد ما إذا كانت أحجام المادة الرمادية الإقليمية (Regional Gray Matter) في الترانسكس ذكور-إلى-إناث أقرب تشابهاً بمن يشاركونهم الجنس البيولوجي (مجموعة ثابتة Control Group مكونة من ثلاثون 30 رجلاً), أو بمن يشاركونهن الهوية الجنسية (مجموعة ثابتة مكونة من ثلاثون إمرأة). و كشفت النتائج أن إختلافات المادة الرمادية الإقليمية في ترانسكس الذكور-إلى-إناث (الذين لم يعالجوا بهرمونات أنثوية من قبل) أكثر شبهاً للنمط الذي وجد في الرجال عن نظيره بالنساء. و مع ذلك, يظهر في الترانسكس الذكور-إلى-إناث حجم أكبر بكثير من المادة الرمادية الإقليمية في البوتامن الأيمن (right putamen) مقارنة بالرجال.
هذه النتائج تقدم دليلاً جديداً بأن الترانسكشوالزم يرتبط بنمط دماغي متميز (distinct cerebral pattern)، و ذلك يدعم الإفتراض القائل بأن المخ يلعب دوراً في تحديد الهوية الجنسية.


المصدر: PubMed

TGEGYPT.COM



النوع"، مقال بسمة عبد العزيز في جريدة الشروق

بسمة عبد العزيز



حين تقابلنا منذ سنوات كانت تلك هى المرة الأولى التى التقى فيها أحد مرضى اضطراب الهوية الجنسية. شاب فى أوائل الثلاثينيات، حليق، يرتدى قميصا وبنطلونا، له مظهر عادى لا يمكن أن يستشف منه أحد قدر المعاناة التى يحملها، ولا يبدو فى ملامحه ما يثير التساؤل أو الارتياب.
بعد أن قضيت ما يزيد على الساعة أتحاور معه شعرت بألم وضيق شديدين كأنما انتقلت لى معاناته. لم يكن الشاب قادرا على التواصل باستخدام ضمير المذكر، يتكلم على أنه امرأة ويفكر كامرأة، لمحاته وإيماءاته وروحه لشابة وليست لشاب برغم المظهر العام والملبس.
تذكرته حين بدأت الصحف منذ أيام فى الكتابة عن إسلام الذى أجرى عمليتين جراحيتين كى يغير جنسه. قارنت بين وضعى الشابين فلم أجد شيئا قد تغير خلال السنوات التى مضت. المعاناة واحدة ورد فعل المجتمع واحد: قليل من التفهم، كثير من الاستهزاء والنفور.
الشاب الذى التقيته كان تماما كإسلام يدرك التوصيف العلمى لمشكلته، خاب العلاج النفسى فى مساعدته، وصار يعرف أنه لا مفر من الخضوع لعدة عمليات جراحية تصحح وضعه وتجعله منتميا للجنس الذى هو على يقين من الانتماء إليه.

كل من الشابين سار فى نفس الطريق الوعر، تحمل الكثير وتألم من الكثير وعاش الحيرة والخوف من الآخرين وعذاب الفشل فى تحديد الهوية. كلاهما تعرض إلى سخرية الأقران والزملاء وإلى النبذ من المجتمع وإلى التحقير والإهانات المتواصلة. كلا الشابين سعى لإنهاء معاناته العميقة وبحث عن العلاج المتاح.
لدى كل منا هويتان: الأولى هوية جنسية تدل عليها هرموناتنا وأعضاؤنا سواء كانت ذكرية أو أنثوية، والثانية يمكن أن نطلق عليها الهوية الاجتماعية ويدل عليها سلوكنا وتصرفنا إما كرجال أو كنساء.تتكون الهوية الاجتماعية فى مرحلة مبكرة ربما فى الثالثة من العمر، حين يدرك الأطفال أن هناك «أولادا وبناتا» ويحددون داخليا انتماءهم لإحدى المجموعتين ويترسخ هذا الانتماء فيهم من خلال التعامل مع المحيطين كالوالدين والأقارب والأصدقاء، حتى قبل أن يتعلموا النطق السليم والعبارات الكاملة.
فى الأحوال الطبيعية تتطابق الهويتان الجنسية والاجتماعية فيملك الشخص أعضاء الذكورة وهرموناتها وكذلك يملك الإحساس الداخلى بأنه رجل، والمثل بالنسبة إلى المرأة.فى بعض الأحيان لا تتطابق الهويتان وتسير كل منهما فى اتجاه يختلف عن الأخرى فيصبح للشخص هرمونات وأعضاء الذكر وإحساس وانتماء الأنثى، تصبح لديه قناعة ثابتة بأنه امرأة والعكس يحدث أيضا.
يكابد هذا الشخص ما يعرف باسم اضطراب الهوية الجنسية، تؤكد الفحوص أنه إما ذكر كامل أو أنثى كاملة ويشعر هو بالرفض تجاه ما تثبته نتائج المعامل ولا يصدق أحدا من المحيطين به مع اكتمال ملامح ومعالم الذكورة أو الأنوثة أن انتماءه النفسى مغاير. يعزو العلماء هذا الاضطراب إلى عوامل التنشئة مثل تفضيل العائلة والمجتمع لجنس على آخر مما يؤدى بالأطفال لتمثل الجنس المرغوب فيه، أى ترغب البنت المقهورة فى أن تصبح ولدا لتحصل على المميزات المقصورة على أخيها مثلا.
لا يفسر هذا العامل الأمر حيث تمثل نسبة الذكور الرافضين لجنسهم ثلاثة أضعاف النساء على الأقل مما يجعل الاحتمال غير منطقى خاصة وأن أغلب الثقافات تفضل الذكور. هناك أيضا إشارة لحدوث خلل هرمونى أثناء تكوين الجنين بما يؤثر على المخ لكنه يبقى احتمال دون اثبات واضح وأكيد.
فى كل الأحوال تبدأ الرحلة الموجعة: الشخص يحاول الخلاص من عذابه فى حين يتضافر خوف الأهل وإحساسهم بالعار مع عدوانية المجتمع، كلٌ فى منظومة واحدة صارمة هدفها الإبقاء على ما درج الجميع عليه، ويُفَسَّر الأمر دون بذل كثير من الجهد على أنه شكل من أشكال الانحراف والتبذل يستدعى الاستنفار والمواجهة وحملات التجريس والعقاب.
ربما تبقى الأسباب وراء اضطراب الهوية الجنسية غامضة لا يعرف العلماء على وجه التحديد إن كانت مؤثرات بيئية توجد خلال فترة التنشئة أو أن ثمة خطأ يحدث أثناء تكوين الجنين، لكن الأكيد أن هؤلاء الأشخاص يعانون وأن معاناتهم شديدة القسوة تحرمهم من الحياة الطبيعية وتدفعهم دفعا إلى الانتحار. كثيرا ما يغيب السبب وتفشل محاولات العلاج النفسى المنفرد ويطفو السؤال: هل هناك فائدة ترجى من ترك هؤلاء لعذاب الفشل فى التوافق مع هوياتهم؟
الشاب الذى التقيته ذات يوم انتحر بعد اليأس من إمكانية العلاج وبعد أن أصر طبيبه على استخدام العقاب البدنى محاولا ردعه، وسعى شاب آخر كى يرحل فى السر طلبا لتصحيح جنسه ولبعض التفهم والقبول من المجتمع، أما إسلام فيرقد دون استكمال جراحته وحيدا ومرفوضا من الجميع.
التعامل مع مرضى اضطراب الهوية كمذنبين والنظر إلى محاولاتهم المتكررة لتحقيق التواؤم مع ذواتهم باعتبارها جريمة أخلاقية هو أمر غير مفيد ولا يمثل حلا لمشكلتهم، فمن حق كل إنسان أن يلتمس جميع السبل الممكنة لتخفيف معاناته. ربما يستدعى الأمر شيئا من التأنى والتفكر قبل التحامل والإدانة والعقاب.

http://www.shorouknews.com/Columns/Colu ... ?id=274910

الجمعة، 2 يوليو 2010

برنامج مسائي حول الترانسجندر

اختلاف في الماده البيضاء عند الترانسجندر (اناث الى رجال)

8 يونيو 2010

معهد العلوم العصبية السريرية، وﻤﻌﻬﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺃﻭﻏﺴﺕ ﺒﻲ ﺃﻱ ﺴﻭﻨﻴﺭ(IDIBAPS)، ﺒﺭﺸﻠﻭﻨﺔ، ﺃﺴﺒﺎﻨﻴﺎ


الخلفية:
بعض مناطق المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ جنسيا ثنائية الشكل. و يعتبر التصوير ممتد الانتشار (DTI) أفضل تقنية تصوير بالرنين المغنطيسي لتحديد الفروق البسيطة في المادة البيضاء قبل البدء في العلاج الهرموني الاستبدالي. والغرض من هذه الدراسة هو التحقيق في ما إذا كانت المادة البيضاء عند المتحولين (إناث-إلى-ذكور) مماثلة أكثر لجنسهم البيولوجي أو لهويتهم الجنسية.


الطريقة:
تم إجراء تصوير ممتد الانتشار (DTI) على مجموعة ثابتة من 18 متحول (إناث-إلى-ذكور)، مجموعة ثابتة من 24 ذكراً، و مجموعة ثابتة من 19 أنثى مغايرات باعتماد تقنية 3 تريو تيم المغنطيون 3 T Trio Tim Magneton. كما تم اجراء تباين تجزيئي للخواص (FA) على ألياف المادة البيضاء لكامل الدماغ ثم تم تحليلها مكانيا باستعمال الإحصاءات المكانية القائمة على المسالك (Tract-Based Spatial Statistics).


النتائج:
كان لدى المجموعة الثابتة من الذكور معدلات تباين تجزيئي للخواص(Fractional anisotropy FA)أعلى بكثير من المجموعة الثابتة من الإناث وذلك على مستوى الجزء إنسي خلفي (medial posterior) للحزمة الطولانية اليمنى العلوية للمخ (right superior longitudinal fasciculus SLF)، الملقط الصغير في المخ (forceps minor) و السبيل القشري النخاعي(corticospinal tract). كما تبيّن أن لدى المتحولين (إناث-إلى-ذكور) معدلات تباين تجزيئي للخواص (FA) عالية مقارنة بالإناث كذلك على مستوى الجزء الخلفي للحزمة الطولانية اليمنى العلوية للمخ، الملقط الصغير في المخ و السبيل القشري النخاعي. وأن لديهم فقط معدلات تباين تجزيئي للخواص (FA) منخفظة مقارنة بالذكور.


الخلاصة:
تشير نتائجنا إلى أن نمط المادة البيضاء المجهرية لدى المتحولين (إناث-إلى-ذكور) و الذين لم يبدئو بعد في اي علاج هرموني استبدالي هي أقرب إلى نمط المجموعة الذين يشتركون معهم في هويتهم الجنسية (الذكور) من المجموعة الذين يشتركون معهم في جنسهم البيولوجي (الإناث).


) المصدر: PubMed: White matter microstructure in female to male transsexuals before cross-sex hormonal treatment. A diffusion tensor imaging study





الجمعة، 25 يونيو 2010

الفروق بين الجنسين على المستوى المعرفي بيولوجياً

الفروق بين الجنسين على المستوى المعرفي بيولوجياً من ابحاث الدكتور عماد فوزي شعيبي




هناك أبحاث كثيرة تتناول موضوع الفروق بين الجنسين، وهي في بعضها تذهب إلى اعتبار أن هذه الفروق بيولوجية[19]، وأن تفاوت القدرات المعرفية بين الجنسين يعكس الاختلاف في التأثيرات الهرمونية في شكل الدماغ ونموه , وهذه هي النتيجة التي انتهت إليها ( كيمورا ) الباحثة في الأسس العصبية والهارمونية للوظائف الفكرية الذهنية للإنسان، في قسم العلوم العصبية السريرية في جامعة كيربي في كندا ؛ حيث تعتبر أن الفوارق بين النساء والرجال لا تقتصر على السمات الجسمية والوظيفية والتناسلية فحسب بل تتعداها إلى الكيفية التي يحل بها كل منهما المشكلات الفكرية أيضا؛ حيث تدل تجاربها على أن آثار الهرمونات الجنسية في التنظيم والتعضي الدماغي، تحدث في مرحلة مبكرة من الحياة , حتى أن العوامل البيئية تفعل فعلها منذ البداية في دماغين صمما لدى الأنثى والذكر بصورتين مختلفتين، أي أنها تقر بأن العامل البيئي يتصل أيضا بالعامل البيولوجي والهرموني والجنسي، الذي يسبقه، أي أن الاستجابات البيئية هي بالأصل من تركيبة المتعضي سواء أكان ذكرا أم أنثى، وهذا ما يجعل تقييم التجارب الشخصية بمنأى عن تلك الاستعدادات الفيزيولوجية أمراً متعذراً.


في أواسط الشهر الأول من عام 2005، اقترح رئيس جامعة هارفارد < L.سومرز>أن الفروق الفطرية في بنيان دماغي الذكر والأنثى يمكن أن تكون أحد عوامل الندرة النسبية لتخصص النساء في مجالات العلوم ." إذ تكشف تجارب التصوير هذه أن التباينات التشريحية موجودة في تشكيلة منوعة من المناطق في أرجاء الدماغ . فعلى سبيل المثال استخدمت)M.Jكولدشتلين) < من كلية طب هارفارد > وزملاؤها تقانة التصوير التجاوبي المغنطيسي في قياس العديد من الباحات areas القشرية وتحت القشرية الدماغية . ووجد هؤلاء الباحثون ، إضافة إلى أشياء أخرى ، أن أجزاء من القشرة الجبهية frontal cortex، التي تعد مقر العديد من الوظائف المعرفية العليا ، تكون لدى النساء أكبر منها لدى الرجال ، وكذلك الحال مع أجزاء من القشرة الجوفية limbi cortexالتي تعنى بالاستجابات الانفعالية . وفي المقابل ، تكون عند الذكور أجزاء من القشرة الجدارية parital cortex ، التي تعنى بادراك الحيز space ، أكبر مساحة منها لدى الإناث، ولاسيما اللوزة المخية amyygdalaالتي تمثل بنية لوزية الشكل تستجيب للمعلومات التي تثير الانفعال _ أي إلى كل شيء يسبب خفقان القلب وتدفق الادرينالين .
ونشير هنا إلى أن هذه الفروق في الحجم وكذلك الفروق الأخرى المذكورة في تلك المقالة هي فروق نسبية ، فهي تشير إلى الحجم الإجمالي للبنية بالقياس إلى الحجم الإجمالي للدماغ[20] .


وثمة أبحاث أخرى تكتشف فروقا تشريحية بين الجنسين على المستوى الخلوي .فعلى سبيل المثال اكتشفت < s.يتلسون > وزملائها (في جامعة مكماستر ) أن النساء يمتلكن كثافة كبيرة من العصبونات في أجزاء من قشرة الفص الصدغي temporal lobeتعنى بمعالجة اللغة وفهمها . فعند عدِّ العصبونات في عينات منها بعد الموت ، وجد الباحثون طبقتين ، من أصل الطبقات الست الموجودة في تلك القشرة، تحويان عددا من العصبونات (في وحدة الحجم )أكبر لدى الاناث منه لدى الذكور . وقد ذكرت مثل هذه المكتشفات لاحقا فيما يخص الفص الجبهي .
وبتوفر مثل هذه المعلومات ، يستطيع علماء الأعصاب الآن استقصاء ما إذا كانت الفروق بين الجنسين في عدد العصبونات تتلازم مع فروق في المقدرات المعرفية ؛أي على سبيل المثال ‘ استقصاء ما إذا كان تعاظم تلك الكثافة في القشرة السمعية لدى الأنثى ، يرتبط بأداء التفوق للنساء في اختبارات الطلاقة اللفظية عندهن .
ومما يثير الاهتمام أن الباحات الدماغية ، التي وجدت < كولدشتاين> أنها تختلف بين الرجال والنساء هي نفسها التي تحتوي عند الحيوانات على أكبر عدد من مستقبلات الهرمونات الجنسية أثناء التشكل والتنامي . وهذا الترابط بين حجم المنطقة الدماغية لدى البالغين والفعل الستيرويدي في الرحم يوحي بأن بعض الفروق الجنسانية ( بين الجنسين ) ، وفي الوظيفة المعرفية على الأقل ، لا تنجم عن التأثيرات الثقافية أو عن التغييرات الهرمونية التي تصاحب المراهقة ؛ أي أنها قائمة منذ الولادة .


لقد انتهج < S.بارون كوهن>[21] ومعاونوه ( في جامعة كمبردج) مقاربة خلاقة مختلفة لدراسة أثر الطبيعة مقابل أثر التربية فيما يخص الفروق بين الجنسين في المجال المعرفي .فلقد ذكر الكثيرُ من الباحثين تباينات في توجيه الناس للولدان الذكور والإناث . وعلى سبيل المثال ، وجد < بارون –كوهن > وتلميذته < لوتشمايا > أن البنات في سنتهن الأولى يقضين زمنا أطول في النظر إلى أمهاتهن قياساً إلى الذكور بذات العمر .وحينما عرضت على هؤلاء الأطفال تشكيلة أفلام لمشاهدتها، حدقت البنات لمدة أطول في فيلم يتعلق برؤية وجه ما ، في حين حدق الغلمان لمدة أطول في فيلم يعرض سيارات .
وبالطبع فإن هذه التفصيلات يمكن أن تنسب إلى فروق في طريقة تعامل البالغين مع الغلمان والبنات الصغار سلوكا ولعبا . ولاستبعاد هذه الإمكانية تقدم < بارون –كوهن > وتلاميذه خطوة أبعد إذ أخذوا كاميرا فيديو video camera إلى جناح الولادة في أحد المستشفيات بغية فحص ما يفضله رضع عمرهم يوم واحد . وقد عرض على هؤلاء الرضع مشهد من اثنين : إما وجه بشوش لطالبة حية ، أو قطعة خشب متحركة تشبه وجه الطالبة لونا وحجماً وشكلاً ولكنها تتضمن خليطا ملخبطا من ملامح وجهها. وتحاشيا لأي انحياز، لم يكن القائمون بالتجربة يعرفون جنس الرضيع أثناء الاختبار.ولدى مشاهدة أشرطة الفيلم وجد هؤلاء الباحثون أن البنات أمضين وقتا في النظر إلى الطالبة، في حين صرف الغلمان وقتا أطول في النظر إلى الجسم الآلي . لقد اتضح هذا الفرق في الاهتمام الاجتماعي في اليوم الأول من حياة الرضيع ، مما يعني ضمناً أننا نولد من الرحم ونحن نملك بعض الفروق الفطرية المعرفية(الاستعرافية) [22]cognitive.


إن دراسة ( كيمورا ) للتأثيرات الهرمونية في عمل الدماغ خلال مسيرة الحياة، توحي بأن الضغوط التطورية تسمح بوجود تفاوت بين الجنسين بالقدرة الاستعرافية (Cognitive) أي في عملية المعرفة بحد ذاتها , وعلى هذا فإن الفوارق بين الجنسين معرفياً، تكمن في الطرز المختلفة للمهارات الفكرية التي يتمتع بها كل منهما أكثر مما هو يعود للمستوى الذكائي لبعضهما البعض.
هذه القضية التي تطرحها ( كيمورا ) تطرح علينا إشكاليتين :


1-إشكالية الفوارق الكاملة بين مطلق اختلاف جنسي هرمونيا :أي أن فوارق ما ينتج عن تلقي المتعضي ذكراً أو أنثى لكل من الهرمونين الذكري أو الأنثوي تتشكل بصورة مطلقة كفوارق بين الجنسين , وهو البحث الذي قامت به (كيمورا).

2-الفوارق اللحظية بين الجنسين هارمونيا: أي هل أن تبدل للوضع الآني للهرمونات الذكرية أوالأنثوية لدى كل من الذكر والأنثى يؤدي إلى تتبدل الوضعية الآنية والطريقة الاستعرافية آنيا التي ينتجها أو يتعامل بها كل من ذكر بعينه أو أنثى بعينها، لأن هذه الهرمونات تحرض بدورانها في الدم على الإمكانات المختلفة لكل من الذكر والأنثى من الناحية المعرفية أصولا .


بشكل عام ترى ( كيمورا ) أن الرجال يتفوقون على النساء بسرعة إنجاز بعض الأعمال المكانية spatial" "( التي فيها حيز) لا سيما تلك الاختبارات التي تتطلب من الشخص الذي يتخيل أن يقوم بتدوير جسم ما أو ملاعبته, كذلك يتفوق الذكور في اختبارات الاستدلالات الرياضية وفي الاهتداء إلى الطريق الصحيح في متاهة, كما أن الذكور أدق من النساء في الاختبارات الحركية الموجهة نحو هدف ما كتوجيه قذيفة أو اعتراضها .
أما الإناث فهم أسرع في تعرف الأشياء المتماثلة أوالمتوافقة أوالمتقاربة؛ أي هن أكثر قدرة على السرعة الإدراكية , والإناث أفضل بالطلاقة اللفظية؛ ومنها القدرة على إيجاد الكلمات التي تبدأ بحرف معين أو يتوافر فيها قيد آخر, وهن يفقن الذكور في العمليات الحسابية، وفي تذكر المعالم المتواجدة في الطريق، وهن أسرع في أداء المهام اليدوية الدقيقة كوضع الأسافين في الثقوب المخصصة لها.
وتبين ( كيمورا ) أن الإناث أفضل في تذكر المعالم التفصيلية ويملن إلى استخدام المعالم المرئية للتوجه في حياتهن اليومية . أما الاستراتيجيات التي يتبعها الذكور فلم تحدد تحديدا واضحا بعد .
وقد ظهرت في دراسة لإيليز وسيلف رمان من جامعة بورك وظيفة أخرى للأنثى تتعلق بذاكرة المعالم؛ فالنساء أفضل من الذكور في ملاحظة المعالم المتغيرة لمكان ما بما فيها الفوارق الدقيقة , وكذلك في الاختبارات التي تتطلب موائمة للصور المضاهية أي التي تختلف عن بعضها البعض اختلافا دقيقا، أو إيجاد كلمات تبدأ بحرف ما أو تعتمد على الطلاقة الفكرية كتسمية الأشياء ذات اللون الأحمر على سبيل المثال . وعليه تبني ( كيمورا) قناعتها بأنه لما كان الرجال والنساء يتقاسمون مادة وراثية واحدة باستثناء الصبغيين (الكروزوميين) الجنسيين، فإن الفروق بين الذكر والأنثى تأتي بنتيجة الهرمونات المختلفة للدماغ في مرحلة تكونه، فيبدأ التمايز الجنسي .
ففي مرحلة مبكرة من الحياة تفعل الأستروجينات والأندروجينات (وهي هرمونات الذكورة ولا سيما التيستسترون) , فعلها في المرحلة الجنينية حيث يكون لكل كائن حي من الحيوانات الثديية، بما في ذلك الإنسان، الإمكانية بأن يصبح ذكرا أو أنثى, فإذا كان الجنين يحمل الصبغي Y كانت الخطوة الأولى نحو الذكورة تتمثل في تشكل المنسلين الذكريين (الخصيتين)، وهكذا يبدأ إنتاج الهرمونات الذكرية، أما إذا لم يفرز المنسلان هرمونات ذكرية، أو حال سبب ما دون أن تفعل الهرمونات فعلها في النسيج اتخذ هذا الكائن شكل أنثى .
إذا تكونت الخصيتان فإنهما تفرزان مادتين تفضيان إلى الذكورة في جنين رحم الأم وهما التستسترون وعاجل التراجع الموليري.
وتعتقد ( كيمورا ) وفقا لأبحاثها بأن الهرمونات الجنسية الذكرية لا تتسبب بتحويل أعضاء الجهاز التناسلي إلى أعضاء ذكرية فحسب، بل هي مسؤولة عن تنظيم سلوك الذكورة في مرحلة مبكرة من العمر، وأيضا تحديد اتجاه طريقة المعرفة لدى الذكر منه عن الأنثى .
هذه النقطة استخدمتها ( كيمورا ) من ملاحظة أن البقعة الدماغية المسؤولة عن التنظيم أو التي تسمى تحت المهاد أو الوطاء وتتصل بالغدة النخامية الصماء هي أكبر حجما لدى الذكور منها لدى الإناث، حيث تشير دراسة لـ(لوفاي) من معهد سالك للدراسات البيولوجية، أن بقعة تحت المهاد الأمامي هي أكبر حجما في الذكور منها في الإناث، وهي أصغر في الرجال الجنوسيين منها لدى الرجال متغايري الجنس فهذا الجزء مماثل لدى الأنثى لذلك الموجود لدى ذوي الميل الجنسي المثلي ، حيث بات توصيف ذوي الميول الجنسية المثلية اليوم، بأن سبب وضعهم جنسي؛ أي هناك شئ بيولوجي .
وقد ثبت وفقا لدراسة (كلاديوم) من جامعة ولاية شمالي داكوتا، ودراسة ساندرس أن هناك فوارق من حيث الأداء في الاختبارات الاستعرافية بين الرجال الجنوسيين ومتغايري الجنس، إذ أن أداء الجنوسيين دون أداء متغيري الجنس في موضوع الحيز المكاني .
وفي دراسة جديدة وجد (هول) أن النتائج التي حصل عليها الجنوسيون الذكور في مختبرات التسديد كانت أقل مما حصل عليها متغيارو الجنس من الرجال لكنهم تفوقوا عليهم في الطلاقة الفكرية كتسجيل الأشياء ذات اللون المحدد في دائرة واحدة وهذه ثمة أنثوية .
وعليه:ترى كيمورا أنه بسبب التعرض للهرمونات الجنسية في مرحلة مبكرة من الحياة تنشأ تغيرات في الدماغ تستمر آثارها طيلة العمر، إلا أنها ترى بأن استخدام هذه الهرمونات نفسها في مراحل لاحقة لن يكون لها هذا الأثر أي أنها تحدد المشكلة معرفيا بأنها تمايز يتحدد في الجنسين منذ لحظة التكوين في الرحم ولا يتغير مع الزمن ومع تعرض الكائن لمتغيرات هرمونية بعد الولادة، ولكن (كيمورا) لا تؤكد ما إذا كان هذا التأثير الهرموني الذي حدد الطبيعة التكوينية (التنظيمية) للدماغين الذكري والأنثوي لا يتأثر فعليا في صلب بحثها بل في محيطه بدرجة صعود وهبوط في استخدام تلك الملكات الذكرية والأنثوية إذا ما تعرض لتغير وتبدل في الهرمونات كزيادة نسبة التستسترون لدى الرجل نتيجة الإثارة الجنسية أو نتيجة تبدل وضع الآستروجين لدى الأنثى مع الدورة الشهرية, فالموضوع برمته عند ( كيمورا ) يندرج في إطار أن جرعة التستسترون التي يأخذها الجنين في بطن أمه في المنسلين المتشكلين، هي التي تحدد الطبيعة الجنسية والمعرفية بصورة تنظيمية ونهائية .
إلا أن من الملاحظ في أغلب الدراسات الطبية الحديثة أن الأنثى مع بدء الدورة الشهرية أو قبيلها يحدث أن يتجمع لديها سائل إضافي في الدماغ يسمى (حبس سوائل دماغية) مما يؤثر على قدرتها الذهنية المنطقية أو المعالجة التي تنسب إلى ما هو ذكري وفقا لأنثوية العلم, إلا أنه لا تتوافر دراسات مخبرية متكاملة تدرس الحالة التفصيلية لمتغيرات يومية للأداء المعرفي نتيجة صعود وهبوط أي من الهرمونين الذكري والأنثوي مع متغيرات حياتية لكل من الذكر والأنثى, وعلى هذا فقد بين الباحث (ميني) من جامعة (مك كل) أن الميل لألعاب العراك يظهر في الذكور الصغار بتأثير الديدهيديسترون في اللوزة المخية وليس في الهيباتالاموس.
وعلى هذا ترى ( كيمورا ) أن حرمان الوليد الذكر في بطن أمه من التستسترون بخصائه أو إعطاء الوليدة هرمونا مسببا للذكورة خلال عملية نمو الدماغ المبكرة، فإنهما يؤديان إلى عكس كامل للتصرفات المرتبطة بالجنس؛ فتتصرف الإناث تصرفات ذكور ويتصرف الذكور تصرفات مختصة بالإناث.
ومن أهم الدلائل وأقواها ما بينته الدراسات على الإناث اللواتي يتعرضن لكميات كبيرة من الأندروجينات الكظرية قبل الولادة أو لدى حديثي الولادة، إما لسبب مرضي أو لتناول أمهاتهن لبعض الأدوية أثناء الحمل ما يجعل البدن يصنع كميات كبيرة شاذة من الأندروجينات الكظرية، ما يؤدي إلى مشكلات في تحديد الجنوسة, ويمكن تصحيح التأثيرات التذكيرية الناجمة عن تلك الأندروجينات (التستسترونات) للبنات في مرحلة مبكرة من العمر,كما توقف المعالجات الدوائية فرط إفراز الأندروجينات بينما تأثير الهرمونات الذكرية يبقى في أدمغتهن، والتي تحدث قبل الولادة لا يمكن تصحيحها أو ردها, وقد أظهرت دراسات قام بها باحثون مثل أير هاربت من جامعة كولومبيا ورنش من مؤسسة كيري أن البنات اللواتي تعرضن لكميات كبيرة من الأندروجينات (هرمونات ذكرية ) أثناء الحمل بهن، غدون أكثر صبيانية وعدوانية من شقيقاتهن العاديات,كما أنهن يفضلن ألعاب الذكور كألعاب السيارات في صيغة مماثلة لما لدى الأطفال الذكور .
وتوحي الدراسات أن الأنثى التي تتعرض في بطن أمها إلى ازدياد في تركيز الأندروجينات، تفعل فعلها في مستوى الأداء الحيزي أو المكاني، إلا أن العلاقة ليست خطية فقد لا تزداد القدرات الحيزية بمقدار زيادة الأندروجينات. والمسألة مسألة استجابة، وهنا فإن دراسة ( كيمورا ) تفيد بتفوق الرجال ذوي التستسترون المنخفض عن أمثالهم ذوي التستسترون المرتفع في اختبارات الحيزات المكانية وبراعة النساء ذوي التستسترون المرتفع أكثر من مثيلاتهن ذوي التستسترون المنخفض وتوحي هذه النتائج أن هناك مستوى مثالياً للأندروجينات يكون عنده الأداء الحيزي أفضل ما يمكن وقد يقع هذا المقدار ضمن الحدود المنخفضة للذكور.
كذلك الأمر في الاستدلال الرياضي بينت أبحاث ( كيمورا) شيئا شبيها للنتائج حول موضوع اختبارات القدرة الحيزية للرجال فكان أداء الرجال من ذوي الأندروجينات المنخفضة أفضل من سواهم لدى الإناث فلم تظهر علاقة واضحة أفضل في الهرمون أو حسن الأداء.
إلا أن دراسة ( بن بون ) من جامعة ولاية أيوا قد بينت أن النبوغ أو التفوق في الرياضيات مرده إلى عوامل بيولوجية مهمة, فالباحثة (بن بون) وجدت مع زملائها تفوقا مطردا للذكور على الإناث في الاستدلال الرياضي بنسبة 13 إلى 1 .
وهناك طريقة أخرى لدراسة الفوارق بين الذكر والأنثى بفحص وظائف بعض الأجهزة الدماغية ومقارنتها لدى الجنسين حيث تشير هذه الدراسات أن النصف الأيسر للدماغ هو بالغ الأهمية للكلام، في حين تتركز الوظائف الحسية الحيزية في النصف الأيمن .
وهناك ملاحظة تشير إلى عدم التناظر بين نصفي الدماغ باعتباره أشد منه لدى الذكور منه لدى الإناث , ففي دراسة (جشونت) من مدرسة (هارد بارت) الطبية، تبين أن الأندروجينات تزيد من الفعاليات للنصف الأيمن من الدماغ .
ووجد دولا كوستا 1991 أن قشرة النصف الأيمن من الدماغ في الذكور أكثر ثخانة منها في النصف الآخر,وهناك أدلة تشريحية تدعم الاعتقاد بأن نصفي الكرة الدماغي قد لا يكونان غير متناظرين بدرجة واحدة لدى الجنسين, بدليل أن إصابة النصف الأيمن لدى كل من ذكر وأنثى لدى إحدى التجارب لم يكن له أثر موحد في موضوع الحيز إذ كان أثره أكبر في الرجال منه لدى النساء .
ننتهي إلى أنه من جملة ما تقدم ترى (كيمورا) أن الأدلة تشير إلى وجود اختلاف في التعضي الدماغي لدى الجنسين يبدأ في مرحلة مبكرة جداً من الحياة، وأن الهرمونات الجنسية توجه هذا التمايز بين الجنسين أثناء النمو الجنيني وأن هناك علاقة بين مستويات هرمونات معينة والكيان الاستعرافي للشخص في مرحلة البلوغ.
ومع ذلك، فإن المشكلة الثانية التي طرحناها في إطار هذا البحث، وهي التبدل المعرفي نتيجة تبدل الهرمونات في مرحلة متقدمة هي بعد البلوغ، تطرح بشكل واضح اليوم في بعض الأبحاث حيث بينت (هامب تويغ) من جامعة غرب أورتاريو أن الأنماط الاستعرافية حساسة للتقلبات الهرمونية في جميع مراحل الحياة، وأن أداء النساء لبعض المهمات خلال الدورة الطمثية يتفاوت حسب تقلب مستوى الأندروجين، فقد ترافق ارتفاع مستوى الهرمونات ليس مع هبوط القدرات الحيزية فقط بل مع تعزيز القدرات الحركية,وأن وجود فوارق ثابتة بين الجنسين قد تكون كبيرة أحيانا بما يوحي بأن للجنسين قدرات مهنية قد تكون مختلفة وغير مرتبطة بالتأثيرات الاجتماعية أي ليس لهذا الأمر بعد اجتماعي .

الأحد، 30 مايو 2010

علي وزوجته (منقول من مدونة سالم ترانس هيلب)

يبدو أن إجراء عملية جراحية لتحويل الأنثى إلى ذكر أصبح أمراً غير مستغرب كثيراً في ظل التقدم الطبي الكبير الحاصل في أيامنا هذه. لكن ما يبدو مستغرباً، هو أن تعيش البنت في عالم مزيف لسنوات طويلة وهي تدرك أن حقيقتها «المرّة» هي ذكر، ثم تتزوج صديقتها. هذا ما حصل مع علياء أبوشعبان، التي قررت التحول إلى رجل وهي في عمر 35 عاماً، لتصبح رجلاً اسمه علي وتتزوج بصديقتها إلهام زعرب بعد قصة حب دامت 11 عاماً. المزيد من التفاصيل في السطور التالية:


علامات ذكورة
ليوم، بعد أن تحول إلى رجل حقيقي كسائر الرجال، يعود علي ليقلّب دفتر ذكرياته، متوقفاً عند تفاصيل أيام مضت، كانت المعاناة هي القاسم المشترك الذي يطبع كل محطاتها، ويتحدث عن تجربته الغريبة العجيبة، شارحاً ما حصل معه منذ أن بدأ وعيه يتشكل. أما بقية التفاصيل، وتحديداً تلك التي تتعلق بالفترة التي تلت ولادته مباشرة، فيتكىء فيها على ما أخبرته إياه أمه. وهو إذ يسلط الضوء على تفاصيل حكايته منذ بدايتها، يقول: «كان الظاهر منذ الولادة أنني أنثى، حتى وإن لم تكن الأعضاء الذكورية ظاهرة، بل كانت مجرد فتحة، حتى أمي لم تكن تدرك حقيقتي». يضيف: «اللافت، أنه بعد وصولي عمر البلوغ، لم تظهر عندي علامات بلوغ الأنثى كالطمث، وحتى علامات الذكورة كالشعر وخشونة الصوت، فكان أن استمر التعامل معي على أنني بنت طيلة 35 عاماً». لكن، وبما أن الطبع يغلب التطبع، يروي علي أنه، عندما كان لايزال علياء، كان شغفه بالإناث كبيراً، ويشير إلى أنه كان يحب البنات، ويعاملهن بشكل خاص، على الرغم من أنه يلفت إلى أن «ذلك لم يكن يريحني». ويقول: «بالطبع، هذا الإحساس لم يكن يريحني، وكنت أتساءل دائماً عن السبب الذي يجعلني أشعر بذلك، وكان الجواب يحطمني». يضيف: «حتى عندما كنت في رياض الأطفال، كنت أشعر بأن شيئاً ما فـيَّ ليس طبيعياً، وكلما كبرت كان يكبر معي الشك في أني ولد ولست بنتاً، ولم تكن والدتي تشعر بي، حتى وصلت إلى عمر 15 عاماً تقريباً، وكنت حينها في الضفة الغربية، حيث تعيش شقيقاتي، فعرضت نفسي على طبيب، وشكوت له من الإحساس الذي ينتابني، فأبلغني بأن هناك علامات ذكورة».
هذا الاكتشاف الصادم، جعل علياء (سابقاً) تشعر بالخجل من واقعها، ودفعها إلى دوامة من العذاب لها أول وليس لها أخر. وإذ يستعيد تلك التجربة يقول علي: «لقد شعرت حينها بالخجل، وربما الخوف، ولست أدري بالضبط ما طبيعة الشعور الذي انتابني بعد زيارة الطبيب».


شقاوة زائدة
على الضفة الأخرى، وعلى الرغم من كل ما كان يحصل مع علياء في ذلك الوقت، لم تكن والدتها (والدته حالياً)، أم خالد، تعلم عن حالة ابنتها، وهي تقول في هذا السياق: «لا أذكر شيئاً، أنجبت قبله توأمين من الأولاد، ولم أكن أدرك حقيقة وضعه». تضيف: «كانت علياء تلعب طوال الوقت مع الأولاد، وكانت شقية أكثر من أخواتها البنات، لكن ذلك لم ينبهني إلى شيء. وبصراحة، لقد اعتقدت في حينه أن غياب الطمث هو أمر طبيعي حصل معها كما يحصل مع بنات كثيرات، فلم أفكر في معالجتها لأني لم أشك في شيء». وتوضح الوالدة أن «علياء كانت تذهب إلى الطبيب، لكنها لم تكن تخبرني بشيء، لكنها عادت وصارحتني في نهاية المطاف، وباعت سيارتها لإكمال مصاريف العملية، وأخبرتني بموعدها».


مريول وتنورة
بناء على ما تقدم من معطيات، كان من الطبيعي أن تلتحق علياء بمدارس البنات، التي أتمت فيها دراستها حتى أنهت الثانوية العامة، لكنها لم تستطع احتمال حياتها المزدوجة. واليوم، يتحدث علي (علياء) عن تلك الأيام، كاشفاً أنه كان حينها يشعر «بمعاناة رهيبة»، يقول: «كنت ألبس اللباس المدرسي الخاص بالبنات (مريول المدرسة)، وفي الثانوية ارتديت قميصاً وتنورة، وكنت أخالط البنات وأصاحبهن وأدرس معهن. إلا أنني، في بعض الأحيان، كنت أرفض الذهاب إلى المدرسة، لدرجة أنني تركتها في الثانوية العامة أياماً عدة، لكن بعد ضغط من والدتي عدت إليها». يضيف: «حاولت الدراسة في الجامعة، وحصل أن درست فعلاً فصلاً واحداً، ولم أكمل بعده، لأن الأمر كان صعباً، فكيف سأستمر وأنا أرفض الواقع الذي أعيش فيه؟ كيف سأستطيع التركيز ومتابعة الدراسة؟»، لافتاً إلى أن «هذا الوضع انعكس على واقعي المعيشي، خاصة بعد إجراء العملية والزواج، فقد نفدت النقود، واستطاعت والدتي أن تجمع لي من هنا وهناك لإكمال مصاريف العملية، ولا توجد فرص عمل لي، فلا أملك أي شهادة أو مهنة». أما اليوم، فيؤكد علي أنه سيواصل تعليمه بعد نجاح العملية حتى يستطيع الاندماج في المجتمع، ويتمكن من تأمين مصروفات البيت ومتطلبات الحياة الضرورية. يتابع: «كنت أتمنى أن أتعلم شيئاً، لكن وجودي في المكان كان يتعبني، حيث كان الآخرون يعاملونني على أنني بنت وهو شيء لم أكن أشعر به».


الحب أعمى
ولم تكن حال علياء مستغربة، بقدر الغرابة التي تكمن في أن تنشأ علاقة حب بينها وبين صديقتها إلهام، التي أدركت بعد فترة قصيرة من تعارفهما أن صديقتها ذكر وليست أنثى
ويقول علي في هذا السياق: « تعرفت إلى إلهام عن طريق الصدفة، عندما استأجرنا منزلاً قُرب بيت عمها، وكانت هي تسكن في الشقة المقابلة، وكان عمري حينها 22 عاماً، ومنذ تلك الفترة بقينا مع بعضنا، وكانت صحبتي معها في البداية علاقة أنثى بأنثى، لكن بعد أن أعجبت بها وأحببتها صارحتها بحالتي ووقفت إلى جانبي». ويكشف علي أنه تجرأ على مصارحتها بالحقيقة «لأنها متدينة وطيبة ومحترمة»، ويقول: «لقد تعاملت مع كثير من البنات، لكن عندما تعرفت إليها وجدتها تختلف، وقد ترددت كثيراً في مصارحتها، إلا أنني، وعندما وجدتها قريبة مني وحنوناً كان عليّ مصارحتها، فتقبلت الموضوع وساندتي، وأنهت الثانوية العامة، ودرست في الجامعة، وأمضت عمرها كله من أجلي، وتحدّت الكل، ورضيت بواقعي وأنا معها في كل تلك المراحل».


الصديقة - الزوجة
أما إلهام، فتتحدث عن علاقتها الأولى بصديقتها علياء بالأمس، زوجها اليوم، بالقول: «بدأ التعارف بيننا عندما ذهبت إلى بيتها لأخبرها أن أحداً طلبها على هاتفنا، وساعتها فوجئت واعتقدت أنها ولد، فعدت وتواريت لأني كنت مكشوفة الرأس». تضيف: «في تلك اللحظة، دارت في ذهني أحاديث البعض عن أن في البيت بنتاً تشبه الأولاد، فعدت وسألتها هل أنت علياء؟ فأجابتني نعم؟ فأخبرتها أن أحداً يريد محادثتها على الهاتف، ومنذ تلك اللحظة شعرت بأنه شاب وليس بنتاً». تتابع: «في البداية، تعاملت معها لمدة شهر تقريباً بشكل يومي، وكنا نتحدث باستمرار ونلعب الـ«كوتشينة»، وبعد أن اعتدت عليها، أخبرتها بأني أشعر بشيء غريب فيها، فصارحتني بحقيقتها، إلا أن ذلك لم يزعجني، بل شجعتها ورفعت من معنوياتها، وحافظت على علاقتي بها، فكانت في نظري شاباً وفي نظر أهلي ومن حولنا أنها بنت، واستمرت العلاقة على هذا النحو 11 عاماً، تُوجت بالزواج بعد نجاح العملية الجراحية». تواصل قائلة: «بعد نحو 3 سنوات من العلاقة المتينة والمتواصلة، لدرجة أننا كنا دائماً مع بعض، نأكل معاً ونلهو معاً، منعني أهلي من التقاء علي، وقالوا لي: «عندما تتحدد شخصيته إن كان بنتاً أم ولداً سنسمح لك باستمرار العلاقة، وتحديداً إذا كان بنتاً،» لكن بعد أن منعونا قلت مقابلاتنا، وأصبحت تتم كل شهر تقريباً، وكانت أمي تشعر وتسألني عمّا إذا كنت مع علياء؟ فأجيبها نعم». تتابع: «ما جعلني أربط مستقبلي بمصير مجهول. فمن أول ما رأيته، انتابني إحساس غريب وقوي، وتملّكني قرار داخلي بربط مصيري بمصيره مهما يكن. كنت حينها في الثانوية العامة، ثم دخلت الجامعة وقابلت شباناً كثيرين، وعملت في وكالة غوث اللاجئين، وتردد الخطّاب على بيتنا، فاشتريت محبساً ووضعته في يدي وزعمت أنني مخطوبة، لأن إحساسي كان بأن هذا الشخص سيريحني». وتوضح إلهام أنها خلال فترة دراستها الجامعية سألت أحد أهل الدين حول هذا الموضوع، فأخبرها بأن الزواج ليس فيه مانع شرعي إذا أجرى العملية الجراحية. وتقول: «عندما قرأنا فاتحة الخطوبة قبل أن يتوفى والدي بيومين قال لي: «يا ابنتي أنت جبارة، ربطت مصيرك بمصير مجهول»، لكن ماذا أفعل الحب أعمى؟». تضيف: «كان والدي يريد تزويجي بقريب له من مصر فرفضت، وعندما تقدم علي لخطبتي، أدرك والدي لماذا كنت أرفض أي شخص يتقدم لي، فلم يكن أحد من أهلي يعرف أنني أريد الارتباط به، وتقبلوا فكرة أنني لا أريد الزواج، وحتى الآن لا أصدق أن أهلي وافقوا بهذه السهولة، حيث كنا نعتقد أننا في حاجة إلى سنة أو سنتين من التحدي حتى يقتنعوا». تتابع: «لم نكشف عن نيتنا الزواج إلا بعد نجاح العملية، حيث تقدم لخطبتي، فكان ردهم بالاستغراب، كيف ستربطين مصيرك بمصير مجهول؟ خاصة في موضوع الإنجاب، لكنهم وافقوا وتزوجنا بعد إجراء العملية بشهر».


القرار بعد العذاب
وفي ما يتعلق بقرار إجراء عملية التحول، يقول علي: «عندما كنت علياء، بدأت في التلميح لأهلي بأني أريد إجراء عملية جراحية للتحول إلى ذكر في عمر 20 عاماً، لكنهم كانوا يحبطونني ويقولون لي إنه لا داعي لها، كما أن أحوالنا المادية كانت صعبة لا تسمح بإجرائها، ما جعلني أتراجع عن الفكرة». يضيف: «وصلت إلى مرحلة لم أعد أستوعب فيها الحياة، فقط أصبحت أجلس في البيت، لا أريد أن أرى أحداً أو يراني أحد، ولا أن يزورنا أحد في البيت، انعدمت عندي الحياة، فإما أن أموت أو تحل مشكلتي». ويردّ علي الفضل في تشجيعه على إجراء العملية إلى إلهام «حيث ألحت عليّ كثيراً منذ 6 سنوات لإجراء العملية، وهددتني آخر مرة، من باب التشجيع، وقالت لي إنها ستتركني وتتزوج إن لم أنتبه لحياتي، حتى إني سافرت فعلاً إلى مصر وعمان لأعرف كيف سأجري العملية وكم ستكلفني. وبعد عذاب ومعاناة شديدة قررت إجراءها، وبدأت بتشجيعها أدخر حتى لا أحتاج إلى الآخرين، مع أنها ليست مكلفة كثيراً».


سر
أبقت علياء نيتها إجراء العملية سراً ولم تبح به إلا قبل السفر بأربعة أيام، ورفضت اصطحاب والدتها معها لأنها لا تحتمل معاناة السفر، وكانت مرافقة أحد أشقائها لها تتطلب انتظارها بعض الوقت، لكنها رفضت التأجيل ولو للحظة واحدة، خصوصاً أن الكل لم يكونوا موافقين على إجراء العملية عدا والدتها، «فكان قراراً صائباً» كما يقول علي اليوم.


آخر قبلات
قبل إجراء العملية، كانت علياء تختلط بالنساء، وتجالسهن وتتحدث معهن وتستمع إلى أسرارهن، وتشاركهن مناسباتهن. ولا ينكر علي أنه عندما كان علياء، كان يتقمص شخصية البنت، وهو يعلم أنه في داخله رجل، ويقول: «أحياناً كنت أتقمصها رغماً عني، لأني أريد أن أجاري الحياة، لكن على الرغم من ذلك كنت أشعر بأن في داخلي سكيناً يقطعني، ووجدت نفسي مجبراً على أن أتعامل معهن على أنني فتاة وأنا في داخلي رجل».


الجيران
وتقول أم عبدالله حرزالله (جارة علي) إن علياء كانت تزورها في البيت حينما تجتمع النساء عندها، لكن شعوراً داخلياً، لا تدري ما هو كان يمنعها من كشف شعرها أمامها. تضيف: «لقد كانت علياء دائمة التفكير والشرود، وكنا نفسر ذلك على أنه انشغال بتفكيرها في تأخرها عن الزواج». تتابع: «أشعر بالارتياح لأني كنت أظهر أمامها بلباسي الشرعي». ومع ذلك فإن أم عبدالله مازالت تحتفظ بعلاقة الجيرة مع علي وأسرته. أما علي فيقول عن موضوع التعامل مع الجيران: «سألت حول هذه المسألة أهل الدين، فأجابوا بأنه طالما أن العضو ليس ظاهراً فإن الإنسان يعامل معاملة الأنثى، حيث إن خالتي وبناتها متدينات، وعندما سافرت لإجراء العملية ودعنني وقبلنني وقلن لي هذه آخر قبلات، والآن عندما يأتين عندنا لا أجلس معهن إلا لوقت قصير ولا أصافحهن». يضيف: «بعد إجراء العملية أُغلق موضوع علاقتي بالبنات والنساء نهائياً، وأصبح من الماضي ونسيته بشكل كامل، وهذا أشكر ربي عليه».


نسأله: ألا تحن إلى الماضي؟ يجيب: «لقد مزقت إلهام صوري السابقة ولم تتبق إلا صورة صغيرة، لقد نسيتها علياء، كيف؟ لا أدري، لكني نسيت أني كنت علياء». وعن أسباب تأخره في إجراء العملية، يقول: «إضافة إلى الوضع المادي وقلة تشجيع الأهل، كنت أخشى من مصيري وكيف سأتغير، وكيف ستكون حياتي وعلاقاتي، وهل سيتقبلني الناس؟ وهواجس كثيرة أخرى كانت تراودني تخيفني وتحبطني، إلى أن قررت تحت إلحاح إلهام وتشجعيها أن أغير عالمي المزيف وأختار عالمي الحقيقي».
تَردد علي كثيراً قبل أن يقرر ما إذا كان سيخبر الناس من حوله بقراره إجراء العملية، لكنه عندما عاد من المستشفى إلى غزة، وجد كل الناس الذين يعرفونه يعلمون بالموضوع وهم متقبلون الأمر بشكل طبيعي ويعاملونه على أنه علي وليس علياء. ويصف علي اللقاء الأول مع والدته بقوله: «المشهد لا يمكن وصفه بالكلمات، لأنه لا يعاد ولا يحكى لأنه خارج إرادتنا البشرية، فهو شعور لا يوصف، فقد كانت تبكي وخرجت من البيت حافية القدمين متلهفة لرؤيتي».
وإذا كان من الطبيعي أن تتغير ملامح علياء بعد أن تحولت إلى علي، إلا أن هذا التغيُّرالجوهري في الشكل ونبرة الصوت كان مفاجئاً لكل من يعرفها. ويقول علي في هذا السياق: «كل شيء تغير، حتى إلهام لم تصدق عندما كلمتني على الهاتف أن من يكلمها علياء سابقاً، فقد اختلفت نبرة الصوت بشكل كلي، وعندما عدت إلى غزة لم تعرفني أول مرة».
وهنا يقاطعه شقيقه سامر قائلاً: «الشكل اختلف تماماً، كنا نعتقد أنه سيختلف قليلاً، لكن إلى هذه الدرجة؟ بسم الله الرحمن الرحيم». وتقول والدته: «حدثته أثناء وجوده في مصر بعد إجراء العملية وكان صوته مختلفاً، وكنت مرة أقول له علياء ومرة علي، وعندما عاد وجدته مختلفاً تماماً، لكن بقيت بعض الملامح الخفيفة». أما إلهام فتقول إن أهلها فوجئوا به عندما رأوه بعد إجراء العملية.

مواقف طريفة
ويتحدث علي عن بعض المواقف التي حدثت معه بعد العملية، يقول: «عملت في شركة الكهرباء عندما كنت علياء واستمررت هناك لمدة ستة شهور، وقد عملت مع المدير طوال تلك الفترة، وبعد أن أجريت العملية ذهبت لزيارته، فلم يعرفني، وسألني ماذا تريد؟ سألته ألا تعرفني؟ فسألني: «من أنت؟» أخبرته بأني علياء سابقاً، ففوجىء وأرسل إلى السكرتيرة التي عملت معنا وأخبرها أن شخصاً يريد أن يسلم عليها، فلما جاءت لم تعرفني وسألت من أنت؟ أخبرتها بأنني عملت معهم ستة شهور، فقالت «مش فاكرة»، فقال لها المدير: «هذه علياء»، فدهشت وهي تردد سبحان الله آمنت بالله، لا إله إلا الله».


الآن، وبعد مضي شهرين على إجراء العملية، يصف علي وضعه وحالته النفسية بأنهما غير مستقرين بالكامل، لافتاً إلى أن 50 في المئة من الناس مازالوا يخطئون ويعاملونه على أنه علياء. ويقول: «حتى أمي مازالت تخطئ وتعاملني على أنني علياء، وأخي سامر أيضاً، لأنه كان قريباً جداً مني». يضيف: «عندما يزورني أهل زوجتي أطلب من والدتي أن لا تكلمني، حتى لا تخطئ أمامهم وتخاطبني على أنني علياء، لأن ذلك يسبب لي إحراجاً معهم».

الأربعاء، 7 أبريل 2010

بين الضرورة وجهل المجتمع: مرضى تصحيح الجنس يبحثون عن الحل!

هناك الكثير من الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية ظاهرة، وهنا لا يقف الأهل مكتوفي الأيدي مستسلمين لإرادة الله في خلقة، بل يسارعون بأبنائهم إلى أطباء التجميل لمداراة هذه العيوب، ويساندهم المجتمع في ذلك، ولكن هناك أنواعا أخرى من العيوب الخلقية لا يعترف بها المجتمع، ويعتبر الاقتراب منها لمحاولة إصلاحها من المحرمات دينيا، ومنها العيوب الخلقية بالأعضاء التناسلية أو ما يسمى "الانترسيكس"، أو المصابين باضطراب الهوية الجنسية "الترانس جندر" وهؤلاء يحتاج بعضهم إلى علاج نفسي والبعض الآخر يحتاج إلى تدخل جراحي فوري لتصحيح جنسه، ومعاناة هؤلاء الأشخاص تكمن في ان هناك رسالة مسجلة بالمخ تحدد جنسهم الحقيقي، ورسالة أخرى يراها الشخص نفسه ويراها معه الآخرون.

وفيما مضى كان تحديد جنس المولود يتم من شكل أعضائه التناسلية فقط، ومع تطور العلم اكتشف المجتمع ان هناك ظلما وقع على الكثيرين لان معيار تحديد الجنس من شكل الأعضاء التناسلية لم يكن كافيا لتحديد هوية المولود، إذ ان هناك الهرمونات ونسبها والغدد المسئولة عن إفرازها، فأضاف العلماء معيارا جديدا لتحديد جنس المولود، وهو الجينات والهرمونات وأماكن ووقت إفرازها، وبعد فترة تطور العلم والطب مرة أخرى وأصبح لديهما القدرة على رؤية ما بداخل الأحشاء، فاكتشفوا إناثا بخصيتين داخليتين في أحشائهن، وذكورا برحم، وإناثا بلا رحم ولا مبايض، وغير ذلك الكثير مما لا يمكن رؤيته ولا معرفته إلا من خلال التكنولوجيا.وهنا ظن المجتمع ان معايير تحديد الجنس قد اكتملت ولن يُظلم احد بعد ذلك، وبعد مرور سنوات طويلة تطور العلم مرة أخرى، ووجدوا هناك إناثا مكتملات الأنوثة وكل المعايير السابقة تثبت انهن إناث، ولكنهن يحملن كروموسوم ذكري، وكذلك الحال بالنسبة للذكور، وبعد فترة اكتشفوا ان هناك حالات تحمل كروموسوما لا هو ذكري ولا أنثوي، ولكن عادت الدراسات لتثبت ان المتحولين يحملون تركيبة عقل الجنس الذي تحولوا إليه لان تركيبة البنية الكيميائية للمخ تختلف من الذكر إلى الأنثى.
وهناك الكثير من الباحثين اهتموا بهذه بحالات تصحيح الجنس "الترانسجندر"، ومنهم الباحثة ياسمين حسن التي أكدت حق مرضى الازدواجية الجنسية في علاج آمن وإنساني لحل مشكلتهم، لان تجاهل المجتمع لهم يدفعهم إلى السرية التي قد تؤدي إلى الشذوذ الجنسي والانتحار في العديد من الحالات، كما أعربت عن رفضها استخدام لفظ "تغيير الجنس" لان المراد من إجراء هذه الجراحة هو رد صاحب الحالة إلى فطرته وصورته الطبيعية.


حدود الله:
وإذا كانت المملكة العربية السعودية التي تسير على حدود الله وتنتهي بنواهيه، وتستفتي أولي الأمر في كل خطوة من خطواتها خاصة فيما يمس الدين، أو يتعلق بما خلقه الله سبحانه وتعالى، قد أقامت مركزا متكاملا "لتصحيح الجنس"، يتولى تشخيص وعلاج وجراحة الحالات التي تحتاج إلى تصحيح جنسي، سواء من ذكر إلى أنثى أو العكس، وقد أجرى "مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز" بالمملكة العربية السعودية 60 عملية تصحيح جنس خلال عام واحد، مما يعني ان إجراء مثل هذه العمليات أمر مشروع ويقره الدين.
ومع ذلك لايزال الكثير من الناس يرفضون مواجهة تلك المشكلة مرددين كلمات جوفاء لا معنى لها مثل العيب، والعادات والتقاليد، والمجتمع، وكلام الناس، ولم يسلم مجتمع مملكة البحرين من بعض حالات أراد أصحابها تصحيح أوضاعهم، ولكنهم صدموا برفض ذويهم هذه الفكرة مفضلين لهم ان يكملوا حياتهم في أجساد يصعب عليهم التعرف عليها، وعقول رافضة وضعا خاطئا وغير مقنع بالنسبة إليهم، متناسين ان أبناءهم سوف يعيشون في معاناة نفسية وجسدية وغالبا ما يتعرضون لمشاكل صحية من دون ذنب جنوه سوى الخوف من المواجهة، بخلاف نظرة المجتمع الدونية لهم، ومواجهتهم لكل أنواع الظلم من جهات عملهم أيضا.
ولأهمية هذه القضية ارتأت "أخبار الخليج" ضرورة دخول هذه المنطقة المحرمة في رأي المجتمع، لمعرفة رأي الطب الذي يَسره الله للتخفيف عن البشر، في أهمية إجراء عمليات التصحيح لمن يعانون "الترانس سيكس" و"الانترسيكس"، وأيضا معرفة حكم الدين الذي يعد أهم من نظرة المجتمع بعاداته وتقاليده في عمليات التصحيح وذلك خلال السطور التالية:


الجنين:
في البداية كان هناك سؤال يلح علينا، ويتعلق بمدى استطاعة طبيب أمراض النساء اكتشاف الجنين المصاب بعيوب خلقية من هذا النوع عن طريق الأشعة التليفزيونية، وتوجهنا بسؤالنا إلى اختصاصية النساء والولادة بمستشفى الكندي الخاص الدكتورة شيرين فاروق حماد حيث أجابت قائلة: بعد الشهر الخامس من حمل الام من المفروض ان يكون العضو التناسلي للجنين واضحا أمام الطبيب ويمكن تحديده سواء كان ذكرا أو أنثى، وإذا لم نستطع تحديده نعاود المحاولة تلو الأخرى مع تقدم الحمل، وإذا فشلنا في ذلك، نقوم بتحليل السائل الامنيوسي بما يسمى امنيوسينتيسيس وإذا لم نستطع نضع علامة ظ أمام هذا الجنين لتحويله إلى طبيب الأطفال بمجرد ولادته، كي يخضعه للكشف والفحص الدقيق، لان أغلبية حديثي الولادة ممن يصعب تحديد هويتهم الجنسية قد يكونون مصابين بعيوب خلقية في صمامات القلب أو في الغدة الكظرية أو في الكلية أو الكبد.
وتضيف: هناك عدة أسباب تؤدي إلى مثل هذه الحالات أهمها العيوب الخلقية للغدة الكظرية ويحدث فيها زيادة إفراز الاندروجين مما يؤثر سلبيا في عمل المبيضين ولذلك فتركيبها الداخلي أنثى لكن المظاهر الخارجية الأنثوية غير واضحة، أما ثاني هذه العيوب الخلقية فهو عدم الاستجابة للهرمون الذكري فينتج عنه أعضاء تناسلية ضامرة أو خصية معلقة أو خصية داخل البطن وتكمن مشكلته في أورام الجهاز التناسلي لوجود الخصيتين داخل البطن في درجة حرارة لا تناسب وضع الخصية الطبيعي خارج الجسم، وهناك أيضا الخنثى الحقيقية ويكون لديها العضوان الذكري والأنثوي احدهما داخلي والاخر خارجي وذلك لبقاء قناة موليريان في الجنين الذكر حيث انها تكون الأعضاء الأنثوية، وأخيرا هناك حالات أخرى مثل متلازمة ترنر ومتلازمة كلينفلتر وهما نادرتا الحدوث وفيهما شكل غير مألوف للأعضاء التناسلية مصحوبة ببعض العيوب الخلقية الأخرى.
وتنصح د. شيرين كل أم تكتشف ان ابنها يعاني هذه المشكلة مساعدته لتصحيح وضعه، لان هذه المشاكل تدخل تحت مسمى الأمراض، كالسكري والسرطان وغيرهما، ولكن الفرق ان هذا المرض يحتاج إلى جراحة تصحيحية، مؤكدة ضرورة مناقشة هذا الأمر بمنتهى الموضوعية والجراءة، لان تجاهله يسبب لأبنائنا الكثير من المعاناة.


جينات وراثية:
وعما إذا كانت إصابة البعض بهذه المشاكل الصحية تعود إلى أسباب وراثية يقول أستاذ الجينات الوراثية بجامعة الخليج العربي الدكتور سعيد شاور ان الله سبحانه وتعالى لا يخلق مولوداً مشوهاً من دون سبب، وحالات "الانترسيكس" و"الترانس سيكس" تعد من العيوب الخلقية، ولم يستطع العلم حتى الآن تحديد سبب لحدوث هذه الحالات نظراً لندرة حصولها، إذ تختلف الظروف المسببة لكل حالة عن سواها، والأجنة التي تولد بتشوهات قد يعود سببها إلى تناول الأم عقارا خاطئا أو مضادا حيويا لا يصلح لفترة الحمل أو تعرضت لتلوث ما أو تناولت طعاما به مواد كيماوية، أو غير ذلك من الأشياء التي تؤثر في الجنين بشكل سلبي.
ويكمل: وكقاعدة عامة فان الأجنة التي تحمل كروموسومات XY تصبح أجنة ذكرية بينما الأجنة التي تحمل XX تصبح إناثا، ومع ذلك فإن هذا التعميم غير صحيح في كل الحالات، ففي ظروف مرَضية عدة معروفة باسم "عكس الجنس"، قد يكون تركيب الكروموسومات لجنس معين بينما الصفات البدنية للجنس الاخر، والتمايز الجنسي ينظمه جين"(SRY) الجين التنظيمي الرئيسي" بالإضافة إلى جينات أخرى على كروموسوم (Y)، هذا الجين يشجع التكوين الذكري بينما يثبط التكوين الأنثوي بآلية لاتزال تحت الدراسة، فقد تتطور الخصيتان في النمط الكروموسومي XX إذا كان جين (SRY) موجودا على الـ (X)، وهناك حالة تعرف "بالخنوثة الحقيقية" وهي وجود أنسجة من الأعضاء الذكرية والأنثوية في الفرد نفسه وهنا فان إفراز الهرمونات المناسبة هو العامل الرئيسي الذي يقرر التمايز الجنسي للكائن.


تعزيز الهرمون:
وعن دور اختصاصي الهرمونات في مساعدة المريض الذي يقر الطب بضرورة خضوعه لعملية التصحيح، تؤكد استشارية السكري والغدد الصماء بمجمع السلمانية د. جليلة العالي انه في حالة وجود عدم توافق بين الهرمونات، والكرموسومات والأعضاء التناسلية "غير الظاهرة"، فلا يوجد مفر من إجراء عملية التصحيح، وفي هذه الحالة يتم إعطاء المريض هرمونات تعزز هويته الجديدة، وهنا يجب على الأهل مساندة أبنائهم لوقايتهم من الشذوذ، لما في ذلك من تأثير سلبي في نفسيتهم وفي المجتمع الذي يرفض وجودهم وتصرفاتهم التي يرى أنها غير سوية.


خلل عضوي:
ويطالب استشاري الأطفال بمستشفى البحرين الدولي الدكتور خالد زكي الأمهات بملاحظة تطور نمو أطفالهن، لان في بعض الأحيان لا يظهر الخلل في عضو الطفل بعد مولده مباشرة، فلا يستطيع الطبيب اكتشافه ولا يظهر أيضا في السونار قبل مولده، ومع التقدم في السن تبدو أعضاؤه التناسلية اقرب إلى الذكورة، مع انه في الحقيقة أنثى، ويعود ذلك إلى ان الغدة فوق الكظرية يوجد بها نقص إنزيمات خاصة بإفراز الكورتيزون، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون الذكري، فتظهر الأعضاء الذكرية في الإناث، وتتم تربية الطفل على انه ذكر وهو في الحقيقة أنثى، ولا يمكن مساعدتها كي تصبح ذكرا كامل الذكورة، وفي هذه الحالة يتم علاجها بالكورتيزون لتقليل مظاهر الرجولة، وإذا كان هناك خلل في الأعضاء التناسلية يتم التدخل الجراحي، لان من المستحيل تغير سيكولوجية الأنثى كي تعيش في جسد رجل.
وينصح الدكتور خالد الأهل بضرورة عرض أبنائهم على الأطباء في حال عدم وضوح صفتهم التشريحية، وألا يتسرعوا في استخراج شهادات الميلاد قبل التأكد من هويتهم الحقيقية.


تماثل المخ:
ويشرح استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى البحرين الدولي د. حسن مختار الفرق بين مخي المرأة والرجل من الناحيتين التشريحية والسلوكية قائلا: الصفة التشريحية لمخي الرجل والمرأة متماثلة ولا نستطيع التفرقة بينهما، ويكمن الاختلاف في السلوك، أو ما يطلق عليه البنية الكيميائية للمخ نفسه، حيث يعطي المخ الأوامر في صورة تفاعلات كيميائية ينتج عنها نبضة كهربية تنتقل من المخ إلى الجسد من خلال الشبكة العصبية وهي شبكة معقدة جدا وتتكون من أعصاب طرفية وأعصاب مخية وأعصاب اتونومية أو "السمبتاوية والبراسمبتاوية".
والسلوك عبارة عن تفاعلات كيماوية تحكمها هرمونات، تعطي الشخص مجموعة من التصرفات تتوافق مع ذاته، وفي حال إذا ما أعطته تصرفات تختلف عن تكوينه الجسماني، فيعني ذلك ان يعيش في صراع داخلي، قد يصل به إلى الانتحار إذا لم يجد دعما سيكولوجيا وفسيولوجيا من الأهل والمجتمع، لتصحيح وضعه، وأي محاولات للعلاج النفسي أو التجاهل والإهمال لن تأتي بنتيجة، لان المشكلة في الهرمونات التي توجه تصرفات كل جنس في اتجاه يختلف عن الجنس الآخر، فنجد المرأة أكثر عاطفية وانفعالية، والرجل أكثر عقلانية وصلابة، ولكن هناك بعض الحالات تتصرف تصرفات معاكسة لتكوينها، بسبب بعض الأمراض العضوية التي تؤدي إلى خلل في الهرمونات مثل أورام الغدة النخامية، وأورام الغدة الجار كلوية وهذه الحالة يمكن علاجها باستئصال هذه الأورام، فيعود المريض إلى حالته الطبيعية.


الطب النفسي:
ويوضح استشاري الطب النفسي بمستشفى ابن النفيس الدكتور عبدالكريم مصطفى الفرق بين الحالات المرضية والانحرافات الأخلاقية مطالبا بعدم الخلط بينهما، مشيرا إلى ان الحالات المرضية تنقسم إلى نوعين رئيسيين هما حالات مرضية يملي فيها التركيب التشريحي للإنسان قراره، وبالتالي يجب ألا يكون ثمة خلاف بين المريض، وأهله، والجراح والطبيب النفسي، فعلى هؤلاء جميعا أن يخضعوا لإرادة الله في خلق التشريح بهذا الوضع، ويتفقوا جميعا على إجراء الجراحة التي تصحح الخلل التشريحي بما يريح المريض، وهناك حالات يعاني فيها المريض اضطرابا نفسيا للهوية الجنسية، فيشعر المريض بأنه متناقض مع تركيبته التشريحية، فإذا كان ذكر يشعر بأنه أنثى أو العكس، وهؤلاء قد يتسرع الجراح ويجري الجراحة فيندم المريض ويقدم نتيجة ذلك على الانتحار، ولذلك تقر الهيئات العلمية المحترمة بضرورة نصح المريض بألا يخضع للجراحة إلا بعد ان يجرب التعايش بالشخصية المغايرة مدة تتراوح بين 6 أشهر وعامين، مع خضوعه لبرنامج من الاستشارات النفسية، وهنا يجب على الأسرة ان توفر له الدعم الكافي، طالما ان الأطباء اقروا بذلك، بالإضافة إلى ضرورة تواصلهم مع الطبيب النفسي لان هذه الفترة تكون قاسية على نفسيتهم، وبالتالي يحتاجون إلى مشاورات وتدعيم نفسي مثل المريض كي يستطيعوا تقبل حالته الجديدة.
والرسالة العامة التي نوجهها إلى كل الأسر هي ضرورة التعامل مع أبنائهم بطريقة علمية حسبما تقضيه مصلحة كل منهم، فإذا اتفق الطبيب النفسي والجراح على ضرورة إجراء الجراحة فيجب على الأسرة أن تكون وسيلة دعم للابن لكي يجتاز تلك المرحلة الصعبة من حياته.


تخبط الهوية:
من الصعب ان نتحدث في هذه القضية الشائكة من دون ان نرجع إلى الأستاذة فوزية جناحي المحامية بمحاكم التمييز، وأول من استطاعت الحصول على حكم قضائي لتصحيح الجنس على مستوى مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، لمعرفة السن التي يلجأ فيها المرضى إلى تصحيح أوضاعهم، وما مدى تقبل ذويهم هذا التصحيح، فأكدت أن هؤلاء المرضى يعيشون في معاناة تخبط الهوية إلى أن يستطيعوا أن يصلوا إلى سن التكسب المادي فيبدأوا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصحيح لأنها مكلفة ماديا ولا يكون ذلك قبل سن الخامسة والعشرين في الكثير من الأحيان، والأهل يرفضون تماما فكرة التصحيح خاصة إذا كانت من ذكر إلى أنثى، على اعتبار اننا مجتمع ذكوري، ولكنهم قد يتقبلون الفكرة إلى حد ما إذا كان التصحيح من أنثى إلى ذكر، ومع ذلك فانهم لا يمدون يد المساعدة إلى أبنائهم، وذلك حتى بعد أن تثبت الفحوص الطبية ضرورة إجراء تلك الجراحة التصحيحية لهم، ولذلك فإننا نرى وجوب قيام الأطباء ذوي الاختصاص بتوعية الأهل بضرورة مساندة هؤلاء الأبناء، وألا يقيموا وزنا لمعايرة المجتمع لهم بأي حال من الأحوال، وذلك لأن اضطراب الهوية الجنسية بلاء من رب العالمين ويجب عدم الاعتراض عليه بل يجب العمل على إيجاد طريقة للشفاء منه عن طريقة التدخل الجراحي له وذلك جائز شرعاً إن كان هنالك ضرورة له.
ونحمد الله كثيراً على أن القضاء البحريني ومحاكم مملكة البحرين قد سبقوا الكثير من أمثالهم في بعض الدول المجاورة من حيث الفهم التام لحاجة تلك الفئة إلى تغيير وتصحيح جنسها بحيث تتماشى مع هويتها الجنسية الحقيقية، وخير دليل على ذلك هي الأحكام القضائية المتميزة التي صدرت مؤخراً عن محاكم البحرين في هذا الصدد.


نظرة المجتمع:
وتحاول الاختصاصية الاجتماعية فخرية السيد شبر تحليل رؤية المجتمع السلبية لهذه الفئة من المرضى الذين يواجهون أنواع التعنت والمهانة كافة من ذويهم والمجتمع وجهات العمل أيضا، حيث تشير إلى ان قلة الوعي والفهم الخاطئ هما السبب في نظرة المجتمع البحريني لهذا المرض على انه نوع من الفضائح يجب التستر عليه، بدلا من التعامل معه على انه عيب خلقي لابد من تصحيحه، وعلى الرغم من ان الدين والطب أباحا عمليات التصحيح، فإن طبيعة المجتمع الشرقي تجعله يخجل من التحدث في أي شيء يرتبط بالجنس، وينظر لهذه الفئة المريضة على أنهم شواذ جنسيا، مما يعد خلطا بين المرضى الحقيقيين الذين يعانون الالتباس الجنسي، ويستحقون تعاطف المجتمع ودعمه، وبين التعمد إلى تغيير الجنس من دون سبب يستدعي ذلك لحرمته شرعا، ومن هنا ننصح كل ام تلاحظ ان احد أبنائها يميل إلى تصرفات الجنس المغاير له ان تسرع به إلى الأطباء لمعرفة حالته والإسراع في علاجه وذلك أفضل من التجاهل تحت مسمى السكوت ولا الفضيحة التي تؤدي إلى تدمير المريض نفسيا.


حكم الدين:
فيما يوضح رئيس المحكمة الكبرى السنية الشرعية الدكتور ياسر المحميد حكم الدين في هذا الموضوع الشائك قائلا: لابد من التفرقة بين إزالة العيب وبين التحسين، لان الشريعة تفرق بين إزالة العيوب، وتصحيح الأوضاع وإعادة الخلق إلى هيئته الصحيحة، وبين التعدي على خلق الله عز وجل بالزيادة أو النقص أو التعديل، الذي يغير في الخلقة الأصلية، فقد دل قوله عز وجل في بيانه عن أعمال الشيطان "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"، وتوصلت أحاديث السنة في النهي وسد الأبواب الموصلة إلى التلاعب بخلق الإنسان، كما ورد ذلك في الواصلة والفالقة والنامصة، وعليه فإذا كانت إزالة العيب تؤدي إلى إرجاع الإنسان إلى خلقته الطبيعية، وفطرته الأصلية، فليس هناك من العلماء أو من الأعراف السائدة ما يعارض إعادة الأصل، بل دلت أدلة الشريعة على ان الواجب ان يتداوى الإنسان.
واستنادا إلى هذا التقرير الشرعي المتقدم فان الواجب على ولاة الأمر سواء كانوا حكاما، أو محكومين، ان يولوا هذه القضية الاهتمام والإعلام وتهيئة الناس، فان الإنسان يأثم إذا ترك ابنته أو ابنه من دون تصحيح وإزالة العيب وإرجاع الخلق كما كان لان هذا من مسئولية الأب والولي على من ولاه الله عز وجل، ولا شك انه اثم بترك ذلك مما يترتب على تركه من المفاسد الأخلاقية والنفسية والحكم على الأطفال بمستقبل مليء بالمنغصات.


المصدر: جريدة آخبار الخليج

الاثنين، 15 مارس 2010

الهرمونات الجنسية والدماغ وعلاقتهم بالهوية الجنسية

جارسيا-فالجيراس أ، سواب د-ف

هولندا معهد العلوم العصبية، معهد الأكاديمية الهولندية الملكية للفنون والعلوم، أمستردام، هولندا.

الهرمونات الجنسية والدماغ وعلاقتهم بالهوية الجنسية::
يتطور دماغ الجنين داخل الرحم في الاتجاه الذكري من خلال التأثير المباشر للتستوستيرون على تطور الخلايا العصبية أو في الاتجاه الأنثوي في غياب تدفق هذا الهرمون. في هذه الحالة، هويتنا الجنسية (الاقتناع بالانتماء إلى جنس الذكر أو الأنثى) و التوجه الجنسي مبرمجة أو منظمة مسبقا في تركيبة دماغنا عندما كنا لا نزال في الرحم. لكن، بما ان التمايز الجنسي للأعضاء التناسلية يحدث في أول شهرين من الحمل و التمايز الجنسي في الدماغ لا يحدث إلا خلال النصف الثاني من الحمل يمكن أن تتم هاتين العمليتين بشكل مستقل. مما قد ينتج عنه الترانسكشواليتي في الحالات القصوى. كما يعني هذا أيضا انه في حالة التباس الجنس عند الولادة، قد تكون درجة تذكير الاعضاء التناسلية لا تعكس بالضرورة درجة تذكير الدماغ. و لا يوجد أي مؤشر على أن البيئة الاجتماعية بعد الولادة لها تأثير على الهوية الجنسية أو التوجه الجنسي.



المصدر: Pubmed



رابط الموضوع على موقعنا الرئيسي (للإقتباس): http://ar.tgegypt.com/?p=81

السبت، 13 مارس 2010

الاختلافات بين الرجل والمرأة

.أثبتت الدراسات الحديثة أن الاختلافات بين الجنسين ليست مقتصرة على الصفات الجسدية والتناسلية فقط وإنما تمتد لتشمل كثيراً من الخصائص الفكرية والسلوكية أيضا.. لاحظ مثلا الأولاد (الذكور) والبنات وهم يلعبون، الأولاد دائما يميلون إلى العنف والمبارزة وتسلق الأشجار والجري والسباق وكرة القدم وغيرها من الرياضات العنيفة، بينما تميل البنات إلى الهدوء والسكينة وممارسة بعض الرياضات الخفيفة. وإذا ذهبت يوما إلى محلات لعب الأطفال لوجدت أن الأولاد يقبلون على الألعاب التركيبية والسيارات والقطارات والمسدسات، بينما تميل الفتيات إلى اقتناء الدمى والعرائس من أمثال الدمية الشهيرة بأربي وملابسها المزركشة وأدوات تجميلها ومطبخها وحتى حجرة نومها. والبنات حديثات الولادة – بعكس الصبيان - يحدقن إلى الوجوه أكثر مما يحدقن إلى الأدوات الآلية المتحركة. وعند بلوغ الثالثة من العمر تكون البنات أكثر براعة من الصبيان في فهم المشاعر، وفى سن السابعة تتكون لديهم براعة قراءة القصص وفهمها. وحتى في الحيوانات هناك اختلافات بين الجنسين، فقد أجرت عالمتا النفس جيريان الكسندر G. Alexander ، ميليسا هاينز M. Hines تجربة فى جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، على قرود من نوع فيرفيت Vervet فوجدتا أن الذكور منهم كانوا يفضلون الألعاب الصبيانية مثل الكرة والسيارة، أما الإناث فقد أمضين وقتا أطول مع الدمى والأوانى، أما الألعاب الحيادية (كتاب صور وكلب محشو) فقد نالت نفس الاهتمام من كلا المجموعتين. وتشير الدراسات إلى أن الصبيان أكثر ميلا إلى العناد من البنات في عمر 13 شهرا وأكثر عدوانية وهم فى بداية مشيهم، وأكثر نزعة للمنافسة فى أى عمر تقريبا. وفى الوقت الذي تنخرط فيه البنات فى الألعاب التعاونية يؤسس الصبية في عمر لا يتجاوز الست سنوات نظم سيطرة ويحافظون عليها خلال ألعابهم العنيفة.




هل سألت نفسك عن أسباب هذه الاختلافات بين الأولاد والبنات. هل ترجع الى الجينات والهرمونات أم الى التربية والبيئة؟ ولكن هؤلاء الأطفال مازالوا صغارا ولم يكتمل تركيبهم العضوى والهرمونى بالاضافة الى أنهم يربون تحت نفس الظروف الاجتماعية والبيئية وقد ينتمون الى أسرة واحدة وتجمعهم مدرسة واحدة وفصول مشتركة تجمع بين البنين والبنات. عموما فالاختلافات بين الجنسين على الأقل من الناحية الفيزيائية أوالجسدية والتناسلية معروفة منذ أن خلق الله تعالى آدم وحواء وأسكنهما وذريتهما الأرض، وكذلك فان الأسئلة المطروحة عن وجود اختلافات بين الجنسين فى المخ والتفكير والسلوك ليست جديدة أيضا! وقد ورد فى القرآن الكريم مايدل على وجود مثل هذه الاختلافات "واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى" البقرة: أية 282. وهذا ليس معناه التقليل من شأن المرأة وقدراتها الذهنية، وانما يدل على أن هناك اختلاف فى القدرات والملكات الذهنية بين الرجل والمرأة نتيجة للدور الذى يقوم به كل منهما وما يتطلبه من أعباء فسيولوجية عضوية وذهنية وهناك آيات وأحاديث أخرى كانت للمرأة فيها شأن عظيم "إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ عظيم" (النمل:23) وقد تعددت الدراسات فى مختلف العلوم – سلوكية، عصبية، هرمونية – لمعرفة التأثير البيولوجى للجنس على المخ والسلوك، لماذا يكون الذكور أكثر عدوانية من الإناث سواء في الإنسان أو في غيره من الحيوانات؟ لماذا يتفوق الأولاد فى المهارات وحل المسائل التى تتطلب ذهنا تخيليا، بينما تتفوق البنات فى المهارات اللفظية أو اللغوية. وقد وردت تفسيرات واجتهادات كثيرة حول مضمون هذه الاختلافات وأسبابها، من أين يبدأ الاختلاف بين الجنسين ومتى؟ ما مدى تأثير هذا الاختلاف على صحة وسلوك كل منهما، وهل هو فى صالح المرأة أم فى صالح الرجل أم أنه اختلاف لابد منه لحكمة إلهية من أجل صلاح الأسرة والمجتمع ؟



وكلما تقدم العلم خطوة إلى الأمام برزت هذه الأسئلة إلى السطح مرة أخرى، والإجابات كثيرة ولكن أفضلها هو ما كان مبنيا على أسس علمية سليمة وبدون أى تحيز لطرف ضد آخر. وتجدر الإشارة إلى أن معظم معلوماتنا عن التمايز والتطور الجنسى differentiation & development استقيناها من البحوث التى أجريت على الحيوانات. ومن هذه الدراسات اتضح أن أكثر العوامل تأثيرا فى هذه الاختلافات الموجودة بين الذكور والإناث هو التعرض للهرمونات الجنسية فى مرحلة مبكرة من حياتهم منذ أن كانوا أجنة فى بطون أمهاتهم، (تماما كما يحدث للترانسكس فالترانسكس رجل يكون انثى ولكن يتعرض مخه الى هذه الهرمونات كما يحدث للرجل فتكون المشكله بان الجسد جسد امرأة والمخ والتفكير لرجل فيحدث الانشطار بين الجس والعقل )أما العوامل البيئية، فتؤثر فى أدمغة هي في الأصل مختلفة، مما يجعل من الصعب تقييم دورها. وقبل أن نسترسل دعنا نبدأ القصة من أولها، من المراحل الأولى لتكوين الجنين لنرى ماذا وجد العلماء :
أن الجنين في بطن أمه هو أنثى حتى الأسبوع السادس من الحمل .. حيث تبدأ

الجينات الذكرية في ممارسة نشاطها الجنسي وإظهار ذكورية الجنين .
أن وزن مخ الذكر أكثر من مخ البنت بقليل ... ولكن العلماء وعلى رأسهم
( إنشتاين ) و ( أناتول فرانس ) أكدوا أنه لا علاقة بين وزن المخ والقدرات العقلية .



تحديد الجنس Sex Determination ::

يتشكل جنس الفرد (ذكر أو أنثى) من خلال ثلاث مراحل: التركيب الوراثى genetic sex ثم الغدد الجنسية gonadal sex وأخيرا الشكل الظاهرى للجنس phenotypic sex

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 55 كيلو بايت .


- genetic sex:تحديد الجنس عن طريق التركيب الوراثى

تبدأ أول مرحلة من مراحل تحديد جنس الجنين منذ لحظة إخصاب الحيوان المنوي للبويضة ويطلق عليها مرحلة التركيب الوراثى أو ال genetic sex، مسئولية تحديد الجنس فى هذه المرحلة تقع على عاتق الحيوان المنوى حيث يوجد منه نوعان أحدهما يحمل الكروموسوم x والآخر يحمل الكروموسوم yأما البويضة فلا تحمل الا نوعا واحدا هو x فإذا كان الحيوان المنوى الذى قام بإخصاب البويضة يحمل الكروموسوم y يصبح الجنين ذكرا وتركيبه xyواذا كان يحمل الكرموسوم x يصبح الجنين أنثى تركيبها xx.


- تكوين الغدد الجنسية (الخصية أو المبيض Gonadal Sex ) :


الخطوة التالية هي تطور الغدة الجنسية الغير متميزة إما إلى خصية أو إلى مبيض ويتوقف ذلك على وجود الكروموسوم y الذى يؤدى إلى إفراز هرمون "بروتين" يسمى H-Y antigen من الخلايا التي يوجد بها، وهذه هى الخطوة الحرجة الأولى critical step التى تتجه بالجنين ناحية الذكورة، حيث يؤدى إنتاج هذا البروتين إلى تطور الغدة الجنسية إلى خصيةtestis ليصبح الجنين ذكرا , وعدم إنتاجه يؤدى إلى تطورها إلى مبيض ليصبح الجنين أنثى. وتنمو الخصية تحت تأثير هذا الهرمون أثناء الأسبوع السابع من الحمل فى الإنسان بينما لا يتم نمو المبيض عادة قبل الأسبوع 13 – 17 من الحمل . ويبدو أنه يلزم عدد إثنين من كروموسومات x لتكوين المبيض الطبيعي , لأنة وجد أن الأفراد اللذين يحملون كروموسوم x مفرد لاتكون مبيضهم كاملة التكوين.



يتضح من ذلك أن الفكرة الأساسية هى أن الأنثى فى الثدييات هى الجنس الأساسى أو المحايد (neutral sex or default mode) فى حالة غياب الأندروجين، وأن التطور أو التمايز فى الإناث بجميع مظاهره (المبايض والأعضاء الداخلية والخارجية) عملية أتوماتيكية لا تتطلب هرمونات. أما الذكر، وما يحتويه من مظاهر الجنس الأساسية والثانوية، فكما يقال هو مجرد أنثى تعرضت لتأثير هرمونات الأندروجين المفرزة من غدته الجنسية الذكرية male gonad (الخصية) بسبب وجود الكروموسوم y. وعند حرمان الذكور من الأندروجين مباشرة بعد الولادة (إما بالخصى أو بإعطاء مركبات توقف مفعول الأندروجين) فان السلوك الجنسى الذكرى ينخفض أو ينتهى ويحل محله السلوك الأنثوى، وبالمثل إذا ما أعطيت الإناث بعد الولادة مباشرة هرمونات ذكرية فان سلوكها ينقلب إلى الناحية الذكرية.



- - الشكل الظاهرى للجنس Phenotypic Sex


معظم الأفراد يتطورون طبقا لتركيبهم الوراثى الذى تكلمنا عنه سابقاً genetic sex ولكن هناك درجات مختلفة للتعبير عن هذا التركيب الوراثى، قد تكون الاختلافات كبيرة لدرجة أن بعض الأفراد يتجهون عكس تركيبهم الوراثى أو يكونوا بين الجنسين intersexuality رغم أن تركيبهم الوراثى كما هو لم يتغير منذ لحظة الإخصاب، معنى ذلك أن هناك عوامل عديدة تؤثر فى الشكل الظاهرى للجنس أو ما يعرف بphenotypic sex هذه العوامل قد تشمل الهرمونات، درجة الحرارة المرتفعة جدا والمنخفضة جدا وربما عوامل أخرى كثيرة. حتى الوقت من السنة الذى يحدث فيه الحمل قد يؤثر على جنس المولود. وقد توصل الصينيون إلى نتيجة calendar للحمل تساعد الأزواج على اختيار جنس المولود الذى يتوقف فى هذه الحالة على عمر المرأة وشهر الحمل. ورغم عدم وجود أساس علمى لهذه النظرية، إلا أن دراسة حديثة ظهرت فى مجلة التكاثر البشرى Human Reproduction عدد أبريل 2002 ، أشارت إلى أن الشهر الذى يحدث فيه الحمل ربما يؤثر على جنس المولود. قام الباحث الرئيسي فى هذه الدراسة أنجلو كاجناسى Angelo Cagnacci وزملاؤه فى ايطاليا بدراسة السجلات الموجودة فى معهد أمراض النساء والتوليد والمحتوية علي بيانات تزيد عن 14 ألف، لأطفال مولودة فى الفترة من 1995 إلى 2001م. مواعيد حدوث الحمل تم تحديدها بأخذ لقطات تصويرية للأجنة بالموجات فوق الصوتية. وبتحليل البيانات وجد الباحثون اختلافات معنوية من الناحية الإحصائية بين المواسم المختلفة فى نسبة حدوث الحمل، وأيضا فى نسبة الأولاد إلى البنات فى كل موسم من مواسم السنة. كما وجد الباحثون فى هذه الدراسة أن النسبة الجنسية كانت 511 ذكور إلى 489 إناث من بين كل ألف ولادة أحياء. اتضح أيضا أن معدل الحمل كان أعلى فى الفترة من سبتمبر إلي نوفمبر، وهى أيضا نفس الفترة التى ارتفعت فيها نسبة الذكور إلى الإناث. أما الفترة من مارس إلي مايو فقد حدث فيها العكس. وقد أرجع الباحث الرئيسي ذلك إلي أن حمل الأولاد الذكور يتم فى الوقت الذى يكون فيه فرصة بقائهم عالية باعتبار أنهم الجنس الأضعف بيولوجيا وأن احتمالات موتهم خلال إي مرحلة من مراحل الحياة بداية من الحمل وحتى الشيخوخة اعلى من مثيلاتها فى الإناث .



دراسات أخرى أوضحت أيضا أن ولادة الذكور تكون أقل حينما يكون الآباء تحت ضغط أو إجهاد من أي نوع: العمر الكبير، التدخين، التعرض للتلوث أو حتى الزلازل. هذه العوامل ربما تؤدى إلى تحوير التوازن الهرمونى الذى يؤثر على خصائص السائل المنوى أو خصائص الرحم الذى سيتم فيه نمو الأجنة بحيث ينمو الجنس الأضعف – الذكور فى هذه الحالة- فى الظروف الأفضل.



المخ المذكر والمخ المؤنث Brain Sex هل يختلف المخ أيضا باختلاف الجنس؟ بمعنى: هل هناك فرق بين مخ الرجل ومخ المرأة ؟ وكيف يحدث ذلك ؟



أثبتت التجارب أن المخ يكون حساس جدا لتأثير الهرمونات الاسترويدية steriod hormones خلال فترة أو فترات حرجة معينة critical periods وقد أثبتت التجارب أنه :



1- لا يوجد اختلاف فى الغدة النخامية بين الجنسين.

2- إذا ما أخصبت ذكور الفئران عند الميلاد فإنها تنتج عند البلوغ هرمونات الجونادوتروبين (الهرمونات المنشطة للغدد الجنسية) فى دورات cycles مثل الإناث.

3- إذا ما أخصيت الذكور عند الميلاد وتم زرع مبايض لها عند البلوغ فان هذه المبايض تقوم بوظائفها طبيعيا تماما كما فى الإناث.

4- اذا ما أخصيت الذكور البالغة وتم زراعة مبايض لها فان المبايض تفشل فى آداء وظائفها.

من هذا يتضح أن التحكم في إفراز هرمونات النخامية وبالتالي وظائف الغدد الجنسية يعتمد على نظام أو جهاز تم برمجته مبكراً وأن هذا الجهاز لا يوجد فى النخامية أو الغدد الجنسية.


,السؤال الآن: ما هي الفترة الحرجة التي يؤثر فيها التستوستيرون أو الهرمون الذكرى على المخ؟ والإجابة : فى الأنواع الأقل نضجا عند الميلاد، تمتد الفترة الحرجة الى ما بعد الولادة، أما في الأنواع الأكثر نضجا عند الميلاد أو التي تطورت تطورا كاملا عند الميلاد fully developed تكون الفترة الحرجة قبل الميلاد.



ولكن كيف يؤثر التستوستيرون على تطور المخ جنسياً ؟


أوضحت التجارب أن التستوستيرون يتحول الى إستراديول (الهرمون الأنثوى) داخل المخ وأن الأخير هو المسئول عن توجيه المخ ناحية الذكورة!

هل هناك أدلة على تحول التستوستيرون أو الأندروجين الى إستراديول داخل المخ؟

نعم هناك نظرية تؤيد ذلك androgen to estrogen theory تعتمد على عدة حقائق :


1- أن المخ يمتلك إنزيم الأروماتيز aromatase المسئول عن تحويل التستوستيرون الى استراديول.

2- هرمون الدايهيدروتستوستيرون dihydrotestosterone لا يحدث نفس التأثير الذى يحدثه التستوستيرون على المخ لأنه لا يمكن أن يتحول إلى إستراديول.
3- التستوستيرون الذى تم تعليمه labled (H3) تم استعادته من المخ على هيئة إستراديول يحمل نفس العلامة.

4- وجد أن إعطاء مثبطات لإنزيم الأروماتيز فى الفترة الحرجة perinatal فإنه يعوق تطور المخ ناحية الذكورة.

5- الفئران التى بها طفرة تسمى Tfm (testicular feminization mutation) والتى تتميز بوجود عدد قليل جدا من مستقبلات الهرمون الذكرى، وجد أن إعطائها تستوسترون يؤدى إلى تطور المخ ناحية الذكورة وتصبح مثل الفئران العادية (هذا يدل على أن التأثير ليس تأثير التستوستيرون وانما ما يؤول إليه التستوستيرون).


ولعلك تتساءل الآن عزيزى القارئ اذا كان الاستراديول هو المسئول حقيقة عن تطور المخ ناحية الذكورة فلماذا لا يفعل فعلته تلك مع الإناث وهو الهرمون الرئيسى الذى تفرزه مبايضهن ألسن أحق بذلك من الذكور؟ لم يجد العلماء إجابة واحدة شافية عن هذا السؤال فقاموا بطرح عدد من الاحتمالات :


1- إنتاج الأستراديول من مبيض الجنين ربما يكون شبه معدوما أو فى أقل الحدود minimal .

2- قد لايوجد عدد كاف من مستقبلات الأستراديول فى الأجنة الاناث.

3- ربما يوجد فى دم الأجنة الإناث تركيزات مرتفعة من بروتين يرتبط بالاستراديول يسمى AFP(alpha-feto-protein ) هذا البروتين له قابلية عالية للاتحاد بالاستراديول وبالتالى فانه من الناحية النظرية لا يوجد إستراديول ليصل الى المخ ويؤثر فيه .


والآن ماذا عن الوضع فى الإنسان ؟

jوقيت حدوث هذه التغيرات فى الإنسان يختلف عنه فى الفئران :

1- تحدث هذه التأثيرات على المخ فى الإنسان عند الأسبوع 16-20 من المرحلة الجنينية.

2- تركيز بروتين AFP يكون عال فيحمى الأنثى من تأثير الاستراديول على المخ.

3- يقوم الجنين بتحويل الاسترويدات steriods الى مركبات غير نشطة.

فى هذا التوقيت يكون هرمون البروجسترون مرتفع جدا ومن المعروف أن هذا الهرمون يضاد فى تأثيره هرمونى الاستراديول والتستوستيرون.

زيادة إفراز هرمونات الأندروجين من غدة الأدرينال( مرض وراثى يصيب الفتيات ):


وجد العلماء حالة تعرف ب congenital adrenal hyperplasia (CAH) تحدث نتيجة عيب جينى genetic defect وتؤدى إلى إفراز غدة الأدرينال (فوق الكلية) إلى كميات كبيرة من الأندروجينات الأمر الذى يؤدى إلى تحول الأعضاء التناسلية فى الإناث ناحية الذكورة ورغم أنه يمكن تصحيح هذا الوضع جراحيا وإعطاء الأدوية التي توقف الإنتاج الزائد من الأندروجينات إلا أن التغير الذى حدث فى المخ أثناء التعرض لهذه الهرمونات فى المرحلة الجنينية لا يمكن ازالته.

شيرى بيرنبوم Sheri Berenbaum أجرت أبحاثا فى جامعتى الينوى الجنوبية وكاليفورنيا لوس أنجلوس، على الفتيات المصابات بهذا المرض (CAH)، وفرت لهم ألعابا من أنواع مختلفة..سيارات، تركيبات، عرائس، أدوات مطبخ..الخ وأتاحت لهم حرية الاختيار، لاحظت أن هؤلاء الفتيات يعشقن الألعاب الذكورية، فقد لعبن بالعربات لمدة مساوية لزملائهن الذكور، وكلاهما (الأولاد وبنات CAH) يختلف عن البنات الأصحاء فى الاختيارات. استنتج الباحثون أن تعريض الإناث في المرحلة الجنينية أو بعد الولادة بقليل لجرعات كبيرة من الهرمونات الذكرية يعتبر من أهم الأدلة التي تؤكد الدور الذى تلعبه الهرمونات الجنسية فى إحداث الفروق بين الجنسين.

هذه التأثيرات المبكرة للهرمونات الجنسية يمكن اعتبارها ذات خصائص تنظيمية organizational باعتبارها تؤثر على وظائف المخ بطريقة مستديمة خلال المرحلة الجنينية أو بعد الولادة مباشرة، حيث أن إعطاء هذه الهرمونات فى مرحلة متأخرة أو بعد البلوغ لا يعطى نفس النتيجة.

تفوق الأولاد فى الرياضيات والبنات فى اللغات ..هل يرجع الى اختلافات بيولوجية أم الى التدريب والممارسة ؟

هل هناك فروق فى الذكاء بين الأولاد والبنات؟ يعتقد العلماء أنه لا يوجد فروق فى المستوى الكلى للذكاء overall level عند قياسه بمعامل الذكاء IQ ولكن توجد اختلافات فى أنماط الذكاء أو القدرات الذهنية فى الموضوعات المختلفة، أى أن لكل منهما ملكات خاصة أو نقاط ضعف ونقاط قوة، فمثلا إذا أخذنا مجموعة معينة من الناس واختبرناهم نجد أن بعضهم يتفوق فى المهارات اللغوية والبعض الآخر يتفوق فى حل المسائل الرياضية مع أنهم على نفس الدرجة من الذكاء العام general intellegence. الرجال مثلا يتفوقون فى حل المسائل الرياضية والفراغية واختبارات المتاهات وتشير التقارير الى أن احتمال حصول الرجال على مجموع مرتفع (700 فأكثر) فى مادة الرياضيات فى الامتحان التأهيلى الأمريكى SAT أكبر بمرتين من النساء كما أن احتمال تخصصهم فى الهندسة أكبر منهن بأربع مرات. أما النساء فيتفوقن فى الاختبارات اللغوية والتعرف على العناصر المتقابلة أو المضاهاة matching وتذكر الأشياء والصور، مما يدعو الى الاعتقاد بأن المرأة تستخدم علامات بارزة landmarks كاستراتيجية للاستدلال والمعرفة وكمنهج للحياة اليومية أكثر مما يفعل الرجل. والذاكرة اللاندماركية landmark memory تساعد على تذكر الأشياء ومواقعها فى حيز مكانى معين وهل الأشياء تحركت من مواقعها أم لا. وقد وجد الباحثون أن الأولاد الذكور فى سن 3-4 سنوات كانوا أفضل من أقرانهم من البنات فى إدارة الأشكال والأرقام فى أذهانهم، بينما تفوقت البنات فى تذكر قوائم الكلمات. وبالمثل وجدت كاميلا بنباو Camilla Benbow -الموجودة حاليا بجامعة فاندربلت Vanderbilt- أن قدرات الذكور فى حل المسائل الرياضية كانت أعلى من الإناث، فقد لاحظت تفوق الذكور فى اختبار بتنام Putnam الذى يتطلب مهارات عالية فى الرياضيات. وقالت أن هذه القدرات العالية ترجع الى اختلافات بيولوجية. أما دورين كيمورا Doreen Kimura فتشير فى مقالتها المنشورة على الانترنت فى ساينتفيك أمريكان Sceintific American (13 مايو 2002) الى حدوث تداخل كبير overlap فى كثير من الاختبارات المعرفية cognitive tests بين الرجال والنساء. النساء مثلا يتفوقن على الرجال فى الذاكرة اللغوية أو اللفظية verbal memory أى تذكر الكلمات الموجودة فى مقالة أو قائمة، وأيضا فى البراعة اللغوية verbal fluency (مثل أيجاد كلمات تبدأ بحرف معين) والفروق كانت كبيرة فى الحالة الأولى أى فى التذكر memory ability عنها فى الحالة الثانية – البراعة اللغوية fluency ، ولكنها تقول أن الاختلافات الموجودة بين الرجال والنساء بصفة عامة تعتبر أقل من الاختلافات الموجودة داخل كل جنس على حدة.


الرجل والمرأة والبحث العلمى.. تجربة شخصية للدكتور فاروق الباز :

على هامش مؤتمر مكتبة الإسكندرية أجرت هبة حسين حوارا مع العالم الكبير الدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة ونشرته فى أخبار اليوم -12 يوليو 2003- وسألته السؤال التالى: هل هناك فروق بين قدرات الرجل وقدرات المرأة فى مجال البحث العلمى؟

وكانت اجابته : "لا يوجد أى تباين فى قدرات الجنسين فى هذه الناحية، بل إن المرأة أحيانا ما تكون أفضل فى بعض المجالات العلمية وقد ظهر ذلك واضحا من خلال برنامج طرحته فى عام 1992 لدراسة صور الأقمار الصناعية وتحليلها وأعلنت عن الحاجة إلى جيولوجيين من الشباب وتقدم لى عدد كبير من 300 جامعة وبعد فرزهم وقع الاختيار على ثلاثين شابا وفتاة وعرضت عليهم صورا لم يروها من قبل ولم يطلع عليها أى عالم أيضا.. وكانت عن اكتشاف حجم القمر وأعطيت الباحثين ثلاث ساعات لتحليل هذه الصور وتحديد مكوناتها وبعد هذا الاختبار قمت بتعيين 10 فتيات وشابين، فقد تبين لى أن الفتيات لديهن سرعة بديهة وأدراك أفضل وقوة ملاحظة أكبر، كما أن لديهن شجاعة أكثر للتعبير عما يدور فى أذهانهن حتى ولو كان خطأ .



منقول